.. كم من حروب قامت لأسباب اقتصادية بحتة، لا علاقة لها بحدود مشتركة أو نزاع حول مصالح سياسية متداخلة.
.. ومن يبحث في أغلب التحركات العسكرية والسياسية للدول العظمى في نصف القرن الأخير سيجد أن أغلبها تم لتحقيق مصالح اقتصادية، وبدعم.. بل وتوجيه من شركات عملاقة في قطاعات النفط والسلاح والمقاولات وغيرها.
وأول من يستشعر خطر الحروب، ويشم رائحة البارود ويتوقع هدير المدافع ويتنبأ بأزيز الرصاص هي «الشركات العملاقة» التي يرأسها في أمريكا مثلا سياسيون سابقون، وتدعم معلوماتها مراكز أبحاث وأجهزة استخبارات رسمية وغير رسمية، وتطبق مبدأ «رأس المال.. جبان»، ومن ناحية أخرى تجد أن هذه الشركات نفسها أول من يقف على أبواب الدول عندما يبدأ «دخان البارود» في التلاشي، لتطالب بحصتها من كيكة إعادة الإعمار، وغالبا ما تكون مصالحها هي السبب في اشتعال هذه الحروب منذ البداية!!
وتذكروا معي أنه في عام 2009 كان يعمل في مصر 14 مصنعا لتجميع السيارات، بعضها فاخر مثل مرسيدس وBMW وبيجو ونيسان وجنرال موتورز، وبعد عام 2011 بدأت هذه الصناعة في الاضمحلال، وانسحبت رؤوس الأموال، وشرد العمال من كثير من هذه المصانع العملاقة، في إشارات واضحة إلى «استشراف» إدارات هذه الشركات لوقوع اضطرابات سياسية في المنطقة مع هبوب رياح الربيع العربي.
.. واليوم نرصد العديد من الإشارات الإيجابية التي يرسلها رأس المال «الشجاع» حول الاقتصاد المصري، فمؤشرات البورصة المصرية حققت أرقاما إيجابية في نهاية 2017، ونما المؤشر الرئيسي بشكل كبير.
ومجموعة شركات «الفطيم» الإماراتية العملاقة تعلن عن خطة لافتتاح 100 متجر عملاق في مصر من سلسلة «كارفور» التجارية، ليرتفع عدد فروعها في البلاد لحوالي 140 فرعا.
وأسعار الفائدة على الجنيه بدأت تأخذ منحنى هابطا، ما يعني احتمال توجه رؤوس الأموال إلى قطاعات أخرى للاستثمار كالصناعة والعقار.
وقانون الاستثمار الجديد لاقى استحسان الجميع، وخطوات مصر للإصلاح الاقتصادي حازت إعجاب حتى صندوق «النكد» والبنك الدوليين.
.. وخلاصة الأمر نصيحة: استثمروا أموالكم في مصر، وثقوا في اقتصادها، فالقادم أفضل.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]