استيقظ ذات مساء ليس كغيره من الأمسيات، مساء مليء بالمفاجآت، فعلى غير المعتاد تضاعف عدد مشاهديه ولم يعودوا هؤلاء الأطفال والكبار الذين يفترشون الأرض منبهرين أمام حركاته الحادة وصوته «الأخنف» المميز ويتابعون «أطرافه» التي تحركها الخيوط المنتهية إلى أصابع «رجل» يفعل كل شيء، ويضحكون «لطُرَفه» التي يلقيها «الرجل» الذي بعد أن يضع عليها بهارات الإيحاءات الجنسية والسياسية، ليثبت أنه «لاعب» محترف.
فتح «الأراجوز» عينيه غير مصدق أنه يستطيع تحريك يديه وقدميه وفكيه بلا خيوط، وأصبح يمكنه التحدث مباشرة دون حاجة إلى صوت «الرجل» الذي يأتي من خلفه، وتلفت حوله فلم يجد صاحبه «الرجل» في نفس الغرفة، ولا نفس البناية ولا الشارع.. ولا الحي.. وربما لم يعد «الرجل» داخل حدود الدولة كلها!!
«اختلف الوضع إذاً».. هكذا تحدث «الأراجوز» لنفسه وهو يضبط ربطة عنقه «السينييه»، ويضبط نظراته نحو عدسة الكاميرا متحفزا لبدء حديثه مع جمهوره العريض، وقبل أن ينطق فوجئ بصوت «الرجل» يخترق أذنه وينساب عبر فمه بينما هو يحرك شفتيه دون وعي، انتبه إلى أن الصوت لم يعد لذلك «الرجل» الذي يصطنع «الخنف»، ولا الكلمات بذات «اللهجة» المصرية الشعبية!!
أصبح الصوت أكثر حدة وقسوة وخشونة، تحسس الخيوط حول رأسه وأطرافه فلم يجدها، اندهش كيف تنساب كلمات الرجل الجديد من أذن واحدة إلى لسانه مباشرة، وضع إصبعه في أذنه حيث الصوت فصرخ «الرجل» بلهجة آمرة: سيب «الإيربيس» يا حيوان!!..
اقشعر بدنه وفتح فمه ليعترض.. فانسابت منه كلمات «الرجل» دون مقاومة...
ابتسم «الأراجوز» ابتسامة «المتعود دايماً» وانطلق يتحدث لجمهوره في كل شيء.. وعن أي شيء.. وصرخ.. «يا إعداد.. هاتولي الوزير ع التلفون»!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]