«أهلاً.. أهلاً.. إزيك.. عامل إيه؟ إزاي صحتك دلوقت؟.. وبناتك أخبارهم إيه؟».
.. أسعدني صوته وهو يجيب على الهاتف، ورغم الوهن الواضح المتسربل بنبراته الهادئة.. الواثقة، إلا أن بصيص سعادة وشعاع تفاؤل كان ينساب بين الحروف الواهنة.
استمرت المكالمة الهاتفية مع أستاذي الكاتب الصحفي الكبير إبراهيم سعده أكثر من 10 دقائق عرفت خلالها سر السعادة والتفاؤل فقد كان الأستاذ خلالها سعيدا بحجم الوفاء الذي لمسه وقرأه في سطور العديد من تلاميذه ومحبيه الذين أطلقوا حملة وفاء عفوية، غير منظمة مسبقا ولا متفق عليها خلال الأيام الماضية، سيمفونية وفاء للإشادة بأخلاقه ومهنيته ونبله وعطائه، عزفها إعلاميون أوفياء، لا يملك الرجل لهم نفعا ولا ضرا، وهو على بعد آلاف الكيلومترات من القاهرة بعيداً جداً من أعين وآذان وقلوب صناع القرار!!
أعتقد أن الزميل العزيز محمد أمين هو أول من أطلق شرارة الدعوة لعودة الأستاذ ابراهيم سعده من سويسرا ـ حيث يعيش مع عائلته ـ الى مصر، وناشد في مقال نشرته «المصري اليوم» الرئيس السيسي إصدار تعليماته والتدخل نظرا لخدمات إبراهيم سعده السابقة في القضايا الوطنية والصحفية طوال نصف قرن، وقيمته ككاتب كبير.
وتوالت مقالات التضامن مع نداء عودة ابراهيم سعده ... فأعلن الصديق العزيز عبدالمحسن سلامة نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام انه سيخاطب النائب العام لرفع اسم ابراهيم سعده من قوائم الترقب.
ودعا الصديق العزيز خالد صلاح رئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير اليوم السابع مؤسسات الدولة الى إعادة النظر في ملف سعده، وإعادة وزن المواقف القانونية تجاهه وغيرهما من الصحفيين والكتاب والإعلاميين ساندوا وأيدوا الدعوة الى عودة «برنس» الصحافة المصرية للمثول أمام قاضيه الطبيعي في تهمة إهدار المال العام الخاصة بالهدايا التي كانت توزعها مؤسسات الدولة الصحفية.. كلها.
فالرجل كما هو ثابت من تقارير لجنة الخبراء التي شكلتها المحكمة «لم يضع جنيها واحدا في جيبه»، وما وافق عليه كان «عرفا» متبعا لدى كل المؤسسات وهو إرسال الهدايا لرؤساء الشركات الكبرى وكبار المسؤولين لاستمرار عقود الإعلانات.
نعم.. لعودة «البرنس» إبراهيم سعده «جنتلمان» الصحافة المصرية.. فبهية.. أبدا لا تأكل أبناءها.
وحفظ الله مصر واهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]