لو أن الرئيس عبدالفتاح السيسي ينوي التفرد بالسلطة فلماذا يدعو إلى اندماج الأحزاب؟!
أما الغريب فهو أن هذه الأحزاب التي يفترض أنها تهدف للوصول إلى السلطة من خلال التواجد في الشارع السياسي، وبالتالي خوض معركة الانتخابات البرلمانية والمساهمة في تشكيل الحكومة، هذه الأحزاب نفسها قد «قنعت» بما هو أقل من «الفتات» السياسي، ولم تتحرك حتى جاءت دعوة «الرئيس» لها بالاندماج، فتعالت الأصوات وهرولت الأفكار وتلاطمت التصريحات وتدافعت المشاورات صاخبة مستذكرة فوائد الاندماج، ومميزات الاتحاد ومناقب التقارب!!
يا سادة يا كرام.. ساعدوا أنفسكم أولا ولا تنتظروا «توجيهات السيد الرئيس»، ..حتى مصلحة أحزاب «المعارضة» أصبحت تنتظر «توجيهات» الرئيس بضرورة الاندماج، حتى تقوى وتتحول من مرحلة «الحزب الورقي» إلى مصاف الكيان السياسي المعارض!!
منذ أطلق الرئيس السادات حرية المنابر وتحولها إلى أحزاب سياسية، والشارع السياسي المصري ينتظر أن تقود الأحزاب العريقة (مثل: الوفد - التجمع - الشعب) الحراك السياسي وهي التي تمثل فئات الشعب المصري وأطيافه السياسية، وبغض النظر عن أسباب ضعف المشاركة الحزبية الحقيقية، وسواء ألقي ضعف المشاركة على «شماعة» القمع السلطوي، أو عزوف الشعب، فإن الخطأ الرئيسي تتحمله الأحزاب والقوى السياسية نفسها التي لم تستطع على مدى أكثر من 35 عاما أن تنظم صفوفها، وتقارب بين أهدافها، وتصطف أو تتحد أو تندمج في حزبين أو ثلاثة تعمل لهم السلطة حسابا، وتنجح في فرز كوادر تقنع الناخبين وتصل بهم إلى عضوية «حقيقية» بالبرلمان، ومن ثم فرض أنفسهم على مقاعد الوزارات، والدخول في حكومات ائتلافية وتصحيح المسار السياسي للدولة كلها، بعيدا عن الممارسات الورقية التي تقوم بها هذه الأحزاب الآن.
يا أحزاب مصر.. اتحدوا يرحمكم ويرحمنا الله.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]