اختلاف وأهمية القمة العربية الـ 29 التي تستضيفها «الظهران» عن أي قمة أخرى سابقة يكمنان في الظروف غير المسبوقة والتحديات غير العادية التي تواجهها الدول العربية، والتي لأول مرة ـ منذ سقوط فلسطين ـ تصل إلى تهديد «وجود» دول عربية كبرى كسورية وليبيا واليمن.. وما «خُطِّط» له كان أعظم وأخطر!!
.. وبقدر التحديات تأتي المسؤولية المُلقاة على عاتق زعماء العرب أصحاب الجلالة والسمو والفخامة المشاركين في القمة، فما أحوجنا اليوم لإقرار استراتيجية حقيقية ومؤثرة وشاملة لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة تهديد «وجود» الدول العربية نفسها، ودحر الإرهاب الذي لا يهدد مصر وحدها، ولكن تهديده يمتد إلى منطقتنا العربية كلها، ولا أحد بمنأى عن خطره، بل ويشمل هذا التهديد العالم أجمع.
.. وصدقاً ما قاله سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد بأن عالمنا العربي يعاني شللاً في بعض الأحيان، ودعا إلى تحديد أوجه الخلل.
وحقّاً قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إنه تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية وقف التردي في القضية العربية واستعادة الحد الأدنى المطلوب لإنقاذ الوضع العربي.
وكان من الطبيعي أن تحتل قضية «القدس» ورفض نقل السفارة الأمريكية إليها، وضرورة الحفاظ على هويتها، مكان الصدارة في القمة التي أطلق عليها العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «قمة القدس»، ليذكّر قادة العالم كله بأننا كعرب وكمسلمين لا ننسى أولوية القضية الفلسطينية على رأس سلم الاهتمامات، ولن نتنازل عن القدس الشرقية كجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية.
أدعو الله أن يوفق القادة العرب لإنجاح القمة، ومواجهة التحديات الجسام التي تواجهها.
وحفظ الله أمتنا العربية وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]