أسعدني الحظ بقيادة السيارات في مصر وكل دول الخليج العربي - عدا البحرين - وأغلب ولايات أمريكا، وكندا وتركيا وعدة دول أوروبية ولم «تنشق» الأرض في أي من هذه البقاع وتخرج منها «ظاهرة صوتية» تصرخ من بعيد «أيوه تمام الركن كده يا بيه»!!
هذه المهنة، التي تنفرد بها مصر، والتي هي بحق مهنة من لا مهنة له، المسماة بـ «سايس» الشارع هي اختراع مصري متفرد ودليل صارخ على ما وصلنا إليه من «تسيب وفهلوة وبلطجة وعدم انضباط» في الشارع المصري.
في كل دول الدنيا المتحضرة والمتدهورة حتى، هناك خدمة إيقاف السيارات أو الـ «فاليه باركنج»، تجدها أمام المطارات أحيانا، أو المولات المزدحمة، أو الفنادق، وغيرها.. سائقون محترفون بزي موحد ومكان منظم، وإيصال استلام وتسليم للسيارة، ومسؤولية قانونية واضحة ومكتوبة، يأخذ سيارتك بأدب واحترام إلى المكان المخصص لإيقافها ويعيدها عند طلبها.
أما عندنا.. فتجد مكانا لإيقاف السيارة، وبعد أن تنجح بصعوبة في ذلك، وقبل ثوان من خروجك من السيارة تسمع صفارة يعقبها صوت انشقت الأرض عـــن صاحبـــه صارخـــا «أيـوه.. تمام كده»!
وطبعا يتكرر الأمر عند التحرك بالسيارة مع تغيير طفيف هو أن هذا «الشخص» يضع يده وجسده أمام الزجاج المجاور للسائق مطالبا «بالمعلوم» نظير خدمة لم يطلبها منــه، ولم يقدمهــا لأحــد!!
وبدلا من أن تبحث الحكومة الرشيدة فرض الانضباط على الشارع وتحديد أماكن الانتظار ووضع أعمدة لتحديد الوقت ووضع العملات المعدنية، أو جهاز لاستخراج بطاقات الانتظار الورقية بعد الدفع، أو أي طريقة أخرى «محترمة» مما سبقنا إليها العالم المتحضر، نجد أن البرلمان الموقر يناقش «قانون السايس» محاولا إضفاء الصفة القانونية على عملية «سرقة المواطن» وربما سيتم إنشاء شركات «للسايس» يملكها «حيتان» جدد وتنفذ «تقنين» سرقة الدولة والمواطنين في آن واحد!!
السادة نواب برلماننا الموقر سيد قراره.. أرجوكم لا تخترعوا «العجلة» مجددا، فهناك حلول محترمة بعيدا عن تقنين ما لا يقنن!!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]