رفعت صوت التلفزيون للتأكد من صحة ما أسمع، ثم فتحت عينيّ وأغلقتهما مرتين لأتثبت من أنني غير مستغرق في منام، أو سارح في أحلام اليقظة.
.. أهي حقا وزيرة التخطيط د.هالة السعيد التي تؤكد أن الأولوية المطلقة في خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لعام 2018/2019 ستكون للتعليم والصحة!! وأنه تم توجيه 58 مليار جنيه للوفاء بالاستحقاقات الدستورية للصحة والتعليم، بزيادة 14% عن العام الحالي 2017/2018، وأن الصحة ستحصل على 50% من هذه الزيادة، بينما تذهب 20% للبحث العلمي و30% إلى دعم وتطوير التعليم»؟
قبل أيام وتحديدا يوم الاحد 1 أبريل نشرت مقالا بعنوان (مصري.. سليم ومتعلم)، تحدثت فيه عن الفترة الثانية من حكم الرئيس السيسي وقلت: «أتمنى أن تشهد الإسراع بالبدء في تنفيذ استراتيجية تطوير التعليم، ومنح هذا الملف الأولوية القصوى، وتنفيذ استراتيجية الرعاية الصحية والتأمين الصحي لكل فئات المجتمع، وأن يكون هدف المرحلة وشعارها «مواطن مصري سليم ومتعلم».. وهذا ما ننتظره من الرئيس خلال فترة حكمة الثانية».
الحمد لله.. وأدعو الله أن يكون ما قالته الوزيرة هالة السعيد «حقيقة قيد التنفيذ»، وأن نكون صدقا على اعتاب مرحلة جديدة من تاريخ مصر يتم التركيز فيها حقا على «الإنسان».
تحدثت الوزيرة عن افتتاح مستشفيات جامعية جديدة بينها أكبر مستشفى جامعي في الشرق الأوسط وتطوير 20 مستشفى و120 وحدة رعاية، وأعتقد أن تنفيذ ذلك ممكن،.. أما «التعليم» فسيظل هو التحدي الأعظم والأهم والأقسى والأكبر الذي سيكون على مصر مواجهته والتغلب عليه، وهو يحتاج إرادة سياسية حديدية وحقيقية وتضافر جهود القطاعين الحكومي والخاص، واقتناع الشعب بضرورة تدمير حاجز «الأمية» والقفز بخطوات غير مسبوقة للحاق بالدول التي سبقتنا في مناهج التعليم بسنوات ضوئية!!
فتدمير حاضر الأمم.. ونسف مستقبلها لا يحتاج لأكثر من منظومة تعليمية فاشلة، تحكمها المناهج الصماء العقيمة، والمدرسون المطحونون، والغش، لتخرج لنا مواطنين فاشلين.
.. ولكن الحديث عن التعليم يطول..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]