يكفي منظومة تعليمية فاشلة كي تدمر دولة بأكملها لمئات السنين، والمصيبة عند وقوع الكارثة هي عدم جدوى ونفع أي خطط للعلاج، ما لم تعالج التعليم.
هذا ما حدث في مصر على مدى أكثر من 5 عقود، حتى وصلنا إلى ما نحن فيه، ودون مزيد من جلد الذات - وقد فعلنا كثيرا - وكتبت وغيري العديد من المقالات عن مصائب التعليم ما قبل الابتدائي، وبلاوي التعليم الابتدائي وسنته السادسة الحائرة، وكوارث الإعدادي الراقص على السلم، وبلاوي الثانوي، و«بعبع» الثانوية، والجريمة الكبرى التي تحدث في جامعاتنا، وفضيحة «اللاإنفاق» على البحث العلمي.. إلخ.. إلخ.
وبعد ثورة 25 يناير 2011 وتداعياتها، وإفرازاتها، بسبع سنوات عجاف على التعليم خرج علينا وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أ.د.طارق شوقي مؤكدا أن التعليم المصري يحتاج إلى التطوير الشامل بشكل عاجل، ومؤمنا على أن هذا التطوير قد تأخر كثيرا، ومعترفا بأن كل عام يمر نظلم به أجيالا لا يتم اعدادهم الإعداد المناسب لمواجهة حياة قادمة اكثر تنافسية، ثم شكل الرجل لجانا متخصصة وخرج علينا بعد عمل شاق استمر عدة اشهر، وشارك فيه خبراء مصريون وأجانب بخريطة إطار مصري متكامل لمناهج مصرية جديدة تنتقل ببلدنا إلى ما نأمل به من تطور.
وما كاد الرجل يعلن عن ملامح التطوير حتى تم «نصب السيرك» وعلى بابه «مقصلة» احتياطا!!
وفتح أصحاب «التوك شوز» بوتيكاتهم الخاصة، وهات يا.. «جيبولي الوزير ع التليفون يا إعداد».. واستُنزف د.طارق شوقي «كل يوم» ضيفا مكررا على كل الشاشات وجميع المعدين.. والمذيعين والمذيعات كافة، شارحا ومدافعا وموضحا ومجيبا عن كل الأسئلة، وتحمل الرجل من الأسئلة «أسخفها» ومن المذيعين أثقلهم دما ومن المذيعات أثقلهن ظلا ومن «المتداخلين» «أرذلهم»، حتى غبطت الوزير على صبره وطول باله!
يا سيادة الوزير.. طوال عقود ونحن ندعو الله ان يمن على مصر بولي أمر يقتنع بأن «التعليم» هو أصل الداء وأُس البلاء.. وهو ايضا الدواء، وعندما استجاب الله لدعائنا، خرج المتغولون أصحاب «السناتر»، و«المستفيدون» مدرسو الدروس الخصوصية، والمنتفعون أصحاب المدارس الخاصة، والمتطفلون في إعلام الغبره.. ومعهم النطيحة والمتردية لمهاجمتك..
أرجوك لا تلتفت وراءك وابدأ أول خطوة.
وغدا للحديث بقية.. إن كان في العمر بقية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]