رمضان على الأبواب، وكل عام ومصر كلها بخير، وأعاده الله على العالم أجمع بالرحمة والبركة.
ومع اقتراب الشهر الفضيل تسعى الحكومة «الرشيدة» إلى توفير السلع الضرورية بأسعار معقولة حتى لا ترهق جيب المواطن المخروم - الجيب وليس المواطن طبعا!! - وتنتشر معارض «أهلا رمضان»، وقوافل المساعدات من الجمعيات الخيرية، ومنافذ بيع القوات المسلحة، وغيرها من الجهود المكثفة التي يتضافر فيها الحكومي مع الخاص لرفع العبء عن كاهل المواطن المنهك.
.. وإذ فجأة.. ووسط هذه الجهود المحمومة لمساعدة الفقراء، وقبيل الشهر الفضيل بأيام، يخرج علينا مسؤول عبقري، في توقيت قاتل، معلنا زيادة سعر تذكرة أهم وسيلة نقل يستخدمها محدودو الدخل والفقراء ألا وهي «مترو الأنفاق»! فيأتي القرار ثقيلا على ظهور الناس، كالقشة التي قصمت ظهر «الفقير»!
أعلم تماما يا معالي وزير النقل أن الزيادة ستذهب للإنفاق على بند الصيانة والتحديث، ..وأصدق «معاليك» أن سعر تذكرة المترو عندنا - بعد الزيادة - يظل من الأرخص في العالم، .. وأقتنع تماما بوجهة نظرك أن «الزيادة» لابد منها لتقديم خدمة محترمة للمواطن، .. وأوافق سيادتك أن «الزيادة» سوف تسهم في حماية هذا المرفق الحيوي من الانهيار، وأعلم أن خبراءك اجتهدوا وسهروا الليالي ليخرجوا علينا بحل توافق السعر مع المسافة وعدد المحطات.
كل ذلك لا غبار عليه، ولكن هناك «علم وفن» اسمهما «السياسة» يا سيدي، أدعو الله مع اقتراب الشهر الفضيل أن يلهمكم قواعدها، ويمكنكم من أدواتها، ويسبغ عليكم «علومها» و«خبراتها».. وهذه «السياسة» (لعنها الله) تقول إن توقيت إعلان وتنفيذ الزيادة خاطئ.. خاطئ.. بكل المعايير، فرب الأسرة المصري يكون في قمة «التوتر» العصبي بسبب مصروفات «رمضان»، ومن بعده مصاريف «عيد الفطر» ويحاول أن يعبر «عنق الزجاجة» هذا على خير، أو بأقل خسائر ممكنة ومعاليك وخبراؤك ومستشاروك تبصرون من حولكم أن الدولة بكل أجهزتها تسعى لمساندة ومساعدة ودعم الفقراء ومحدودي الدخل على «العبور الآمن» ثم يأتي قراركم «الحكيم» في توقيتكم «الرائع» ليستدرج لعنات الناس على الحكومة!!.. ألم يكن من الممكن تأجيله شهرا واحدا؟!
... انتوا حد مسلطكوا على «الراجل»؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
www.hossamfathy.net
Twitter: @hossamfathy66
Facebook: hossamfathy66
Alanba email ID
[email protected]