حسين الفيلكاوي
خلال تواجدي في رحلة علاجية بلندن كنت اتلقى اتصالات كثيرة من فقيدنا الغالي محمد باقر، يسأل عني ويطمئن على احوالي، ويوم الاربعاء الماضي اتصل بي وابلغني انه سيحصل على شهادة الماجستير وطلب مني العودة للبلاد في أقرب فرصة ممكنة بسبب مكوثي بالخارج لفترة طويلة وانه والاخوة الزملاء قد اخذ الاشتياق يزداد يوما عن يوم لرؤيتي.
وفي يوم السبت الماضي ابلغت بالخبر المؤسف وهو انتقال محمد باقر الى جوار ربه، لم استطع ان اتمالك دموعي ولا اعصابي، لكنها مشيئة الرحمن ولابد ان نؤمن بقضاء الله وقدره وكما قال سبحانه (كل نفس ذائقة الموت)، وفي آية أخرى (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) والموت لا يعرف صديقا او اخا او ابنا او كبيرا او صغيرا، انها سنة الحياة بدايتها المهد ونهايتها اللحد.
ان نبينا عليه افضل الصلاة والسلام عندما فقد ابنه ابراهيم دمعت عيناه على فراقه وهو خير البشر، فما بالك بنا نحن الفقراء الى الله، كيف نتمالك دموعنا على انسان كان زميلا وصديقا واخا، قلما يجود الزمان بمثله، انني اكتب تلك السطور وقلبي يعتصر ألما وحزنا على الفقيد باقر.
لا استطيع ان اتخيل انني سأعود الى البلاد بعد طول فترة العلاج التي قضيتها بالخارج ولا ارى صديقي واخي المرحوم بإذن الله محمد باقر.
ان أخي محمد غاب جسدا، لكن ذكراه ستبقى في قلبي وقلوب محبيه، والله ثم والله لن أنساك يا اخي العزيز، ان لم ارك في الدنيا فأسأل المولى جلت قدرته ان اراك في الآخرة في جنات عدن تجري من تحتها الانهار، لا استطيع ان اعدد محاسنك يا اخي العزيز لان شهادتي بك مجروحة «ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك يا باقر لمحزونون».
ختاما ادعو رب البيت الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يثبت اخي محمد باقر عند السؤال ويحشره مع النبيين والشهداء والصالحين ويجعل مثواه جنات النعيم واسأله ان يرزقنا واهله الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون