رئيس في كل شيء، بتواضعه واخلاقه، بحنكته وحكمته، بالتزامه بدينه وأبوته، ضرب للجميع أمثلة رائعة بوطنيته وحبه للكويت وأهلها.
ارتبطت بعلاقة نفسية مع الراحل المغفور له بإذن الله العم جاسم الخرافي منذ ان كنت طفلا حينما كان وزيرا للمالية، وكان المغفور له بإذن الله والدي موظفا بتلك الوزارة، وكان والدي رحمه الله يقول لي دائما «هذا وزيرنا» عندما تظهر صورته غفر الله له في التلفزيون في خبر يخص وزارته، ومنذ ذلك الوقت وانا ارى فيه صورة الوالد، هذا بخلاف الشبه الكبير الذي يجمع الاثنين.
عندما توفي والدي رحمه الله كان المغفور له بإذن الله حريصا على التواصل معي وكان يوصيني دائما بأن لا اجزع من قدر الله ومشيئته، وما ان دخلت العمل الصحافي في مجلس الامة وعودته الى العضوية عام 1996 حتى وجدته امامي بصورته الاكثر بهاء، وابتسامته المعهودة التي تريح قلب من يقابله، وبتفاؤله الدائم الذي يجعل للحياة معنى آخر.
عندما كنا نرافقه في الوفود الرسمية الخارجية كان رحمه الله حريصا على تفقد الجميع لا يجلس على المائدة الا والكل حوله يطمئن على احوالنا كأننا اولاده ويحرص على وصيتنا على المستويين المهني والشخصي.
لم اسمع منه قط كلمة نابية ولم ار منه على الاطلاق تصرفا غير مقبول بل كنت اشاهده دائما مبتسما في وجه الصغير قبل الكبير، لم يعرف التفرقة رغم وجاهته ومكانته ومنصبه، والناس حظوظهم بالدنيا كثيرة منهم أهل المال وآخرون اهل سلطان وجاه، وغيرهم من أهل الاخلاق الحميدة فكيف اذا جمعت الثلاثة في شخص واحد.
اللهم لا جزع ولا اعتراض على حكمك، ورحمك الله يا بو عبدالمحسن رحمة واسعة واسكنك فسيح جناته وألهم أهلك ومحبيك من بعدك الصبر والسلوان. اللهم أمين.