يعلن محل حلويات (.......) عن آخر تشكيلة كيك بمناسبة عيد الأم، وتحطم محلات (........) الأسعار وتقدم أجمل العروضات لأطقم الأواني المنزلية بمناسبة عيد ست الحبايب. ومجوهرات (..........) تعلن عن مفاجأة سارة لزبائنها الكرام حيث وصلت آخر تشكيلة مجوهرات بمناسبة عيد أغلى الحبايب هذه إعلانات تزدحم بها صفحات الجرائد وتبثها القنوات الفضائية في هذه الأيام بمناسبة عيد الأم، فالأسواق تنشط كخلية نحل وتقف على قدم وساق في عرض أجمل البضائع والهدايا بهذه المناسبة.
فالكل في شغل شاغل هذه الأيام لتقديم العروض والتخفيضات المذهلة، سواء فنادق أو مطاعم أو محلات أزياء أو محلات ورد وهواتف متنقلة وهلم جرة، الكل يتفنن في جذب الزبائن حتى معاقل التعليم لم تسلم من ذلك فبعض المدارس وليس الكل تلزم طالباتها ومعلماتها بالمساهمة بمبلغ معين لشراء هدية فاخرة لمديرة المدرسة بمناسبة عيد الأم.
ماذا تعني لنا الأم؟ الأم شلالات متدفقة من الحب والحنان وأنهار لا تنضب من التضحية والعطاء فهي تحتضنك في أحشائها تسعة أشهر وترضعك سنتين وتتفانى في تربيتك العمر كله مهما كبرت، فأنت تظل في نظرها طفلها الصغير تدعو له بالخير وترعاه في يقظته ومنامه مادام النفس يدخل ويخرج من صدرها.
الأمومة رسالة عظيمة جسدها رب العزة في هذه الآية الكريمة قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها) (الأحقاف:15) ولم يجعل لأحد حقا يلي حقه وحق رسوله صلى الله عليه وسلم إلا للوالدين فقال تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) (النساء: 36).
قال رجل: يا رسول من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال «أمك» قال: ثم من؟ قال «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أمك». ثم قال في الرابعة: «ثم أبوك».
فهل يعقل بعد هذا التكريم الرباني والنبوي أن نحصر برها ورعايتها والاحتفاء بها في يوم واحد هل هذا من العدل والإحسان؟
إنني أخاطب الشعوب العربية والإسلامية الثائرة على كل قديم وظالم وتبعية مزيفة للغرب وخاصة فئة الشباب الثائر الحر ذوي العقول الراجحة والحكمة الصائبة، إلى كل الشباب المتميز أناشدهم بالثورة على كل تبعية بالية وعادات مبتدعة، لن نكون إمعة لغيرنا ولنعتز ونفتخر بديننا، ولتكن لنا شخصيتنا المتميزة حتى نكون متبوعين لا تابعين وحتى نكون أسوة لا متأسين ولنتميز بشريعة الله الكاملة.
أطلقها صرخة مدوية لإنصاف الأمهات من هذا العيد الدخيل والزائف وأدعو الأبناء والبنات إلى التفنن في بر ورعاية أمهاتهم في كل زمان ومكان. وأقدم مقترحا بعمل مسابقة سنوية على مستوى العالم الإسلامي ترصد لها جوائز قيمة للأبناء البارين بوالديهم وخاصة الأم على غرار مسابقة حفظة القرآن الكريم لحث الجيل الصاعد على المبادرة في بر الأمهات والآباء ونشر بركة هذا البر على العالم الإسلامي وبذلك يكون لدينا قدوات لنا صالحون عصريون يعيشون معنا ويحتذى بهم في بر الأمهات من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
لا للأمومة السنوية نعم للأمومة اليومية.
[email protected]