انتشرت في الآونة الأخيرة مقاطع لبعض المسافرين في الخارج على وسائل التواصل الاجتماعي لا تليق بنا كعرب ومسلمين نؤمن بأعظم رسالة سماوية تعظم حسن الخلق وتقدس الرقي في التعامل، ويجمع الكثيرون على أصالتنا ورقينا بما نحمل من عادات جميلة وتقاليد عريقة أبهرت العالم وعززت احترامه لنا.
أنا أعلم أن هؤلاء المسافرين المخطئين بتصرفاتهم السيئة ما هم إلا حالات فردية تمثل نفسها أولا وأخيرا، لكن الواقع يحتم علينا تسليط الضوء على سلوك المسافر لأنه محسوب على بلده وإسلامه والهوية التي يحملها.
وعلى الرغم من أن السفر قطعة من العذاب إلا أنه يمكننا أن نجعله سفرا ايجابيا يضيف إلى رصيدنا الأخلاقي والحضاري الكثير ويلعب دورا رئيسيا في إحداث التغيير والتجديد في حياتنا وحصد الفوائد الجمة من السفر سواء كانت متعة أو تعارفا أو حتى استكشاف ثقافات الشعوب ومعالم الدول وحضاراتها، فقد اثبتت الدراسات أن السفر الايجابي يزيد من اللياقة الصحية والنفسية ويرفع نسبة انتاجية الفرد وينمي العلاقات العامة.
أنت خير سفير لدينك وبلدك حين تحترف ابجديات السفر الايجابي، ومن أهم الابجديات مخافة الله في السر والعلانية وتعزيز الرقابة الذاتية في سلوكنا وتعاملاتنا مع الآخرين والحرص على عباداتنا والاستمتاع بما آتانا الله عز وجل به من رخص، فالدين المعاملة، وقد انتشر الإسلام بحسن الخلق وطيب المعاشرة، خذ على سبيل لا الحصر انتشاره في شرق آسيا عن طريق تجار كانوا خير سفراء لهويتهم الإسلامية وموطنهم العربي.
ومن ابجديات السفر كسر روتين الحياة والتخلص من المجاملات والمظاهر الزائفة، فالبعض يحرص على اصطحاب الخدم والحشم في السفر، وهو ما يزيد من تكاليف السفر ويثقل ميزانيته ويحرم في اعتقادي الوالدين من الاستمتاع برعاية أبنائهم والالتصاق بهم وممارسة الأعمال المنزلية كنوع من التجديد والتغيير في يومياتهم، وكذلك ذوو الاحتياجات الخاصة وكبار السن من أفراد الاسرة، دعونا نجعل سفرنا معهم فرصة ذهبية لكسب الأجور وزيادة في الحميمية والخبرة من خلال رعايتهم أثناء السفر، ومن الجميل في السفر ارتداء اللباس الشرعي البسيط والعملي، فليس من التحضر لبس المجوهرات والماركات والبهرجة الزائدة في المظاهر، فهذه كلها مدعاة للسرقة والاعتداء على السائحين العرب وخاصة الخليجيين.
ومن ابجديات السفر الرئيسية احترام قوانين البلد الذي نسافر إليه والالتزام بها، ولا نجعلها قيودا تقيدنا، بل هي نابعة من داخلنا، مؤمنين بأن تطبيق القوانين واجب على كل فرد داخل بلده وخارجه، وهكذا نجنب أنفسنا المسألة القانونية ونضمن لأنفسنا المتعة والراحة الجسدية والنفسية المرجوة من السفر الايجابي.
twitter:@ebtisam_aloun