الاحترام خلق نجيب وقيمة جليلة توطد العلاقات المتينة وترمم الخلافات القديمة، بالاحترام تمتد جسور التواصل وتعمر صلات الارحام، وبه تبنى دول وتسقط أمم.
البعض يعتقد أن الاحترام يسبق الحب، والبعض الآخر يرى أن الحب يتقدم على الاحترام، وفئة ثالثة ترى أنهما متعادلان يسيران جنبا إلى جنب.
وفي هذا الزمان ووسط هذا الزخم من التخوين والاختلاف والخصومات بالإضافة إلى الدخول في النوايا بتنا نفتقد إلى الاحترام كقيمة وسلوك، مع العلم أن التشكيك في النوايا خط أحمر والمقاصد لا يعلمها إلا رب المقاصد.
فلذلك بات الاحترام أساس كل العلاقات وهو الخرسانة المسلحة التي تبنى عليها صروح الحب والمودة والانسجام، فلا حب ناضج بلا احترام ولا صداقة صادقة بلا احترام ولا حتى قرابة متماسكة بلا احترام.
ولو تحدثنا بالتحديد عن العلاقات الزوجية لوجدنا أن من الممكن أن تقوم الحياة الزوجية على الحب لكنها ستصبح حياة ضعيفة هشة وبيت الزوجية أوهن من بيت العنكبوت أمام العواصف الحياتية والمشاكل الزوجية.
وعلى العكس من ذلك الحياة الزوجية القائمة على الاحترام هي أكثر صلابة وتماسكا وقدرة على التعاطي مع الخلافات والمشكلات علاوة على ذلك أنه يقوم على ردم تباين الأفكار والثقافات واختلاف البيئات ويعمل على انسجام الطباع ويحقق التكامل في الحياة الزوجية.
ومما لا شك فيه أن الاحترام عبر التعايش اليومي قادر على تفجير ينابيع الحب بين الأزواج وتلوين حياتهم بألوان الرومانسية والمودة والرحمة، فيما يعجز الحب عن خلق الاحترام المتبادل والأجواء الصحية في التعامل.
وتلك الأجواء الصحية في التعامل والاحترام المتبادل تعكس بظلالها على حياة الأبناء وتواصلهم مع الآخرين فتلك الأجواء المشبعة بالاستقرار والاحترام المتبادل بين الوالدين تربي الأبناء على الخلق الرفيع والقيم النبيلة وتصنع لنا أشخاصا محترمين من طبيعتهم أنهم يمنحون الاحترام لمن يستحق ولمن لا يستحق ويتقبلون تفاوت الافهام واختلاف الآراء.
وفي النهاية أنا أعتقد أن النتيجة محسومة في ماراثون الحب والاحترام، فالاحترام متربع على عرش القيم ومتصدر صروح السلوكيات.
twitter:@ebtisam_aloun