ودعنا في الأيام الماضية مناسبة عزيزة على نفوسنا، حبها مطبوع في قلوبنا، وهواها خالط أنفاسنا وامتلأت به صدورنا، كل الحروف والكلمات وقفت وقفة إجلال وافتخار أمام هذه المناسبة الجميلة والعشق الأبدي للكويت، وطن الاجلال والإكبار، وطن الصمود وإطفاء الآبار، وطن الأخيار ومحط كل الأنظار، وطني وطن النهار.
وبالأمس احتفلنا باليوم الوطني ويوم التحرير وجددنا العهد بكل الحب والولاء للأسرة الحاكمة، وازدانت فرحتنا باختيار أميرنا الشيخ صباح الأحمد قائدا إنسانيا والكويت مركزا عالميا للإنسانية، حب الوطن والولاء لحكامنا محفور في قلوبنا ، محال أن يزايد أحد على حبنا ويشكك في وطنيتنا وتمسكنا بآل الصباح.
من المؤكد أن حب الوطن فطري في الإنسان وقد جبل على ذلك، وهذا أمر طبيعي جدا فعلى أرض الوطن نحيا ونموت ونغدو ونروح ونترعرع في أحضانه وندفن في ثراه فقوة الولاء وصدق الانتماء وفيض المشاعر والحنين للأوطان كما الحبل السري بين الجنين وأمه وهذه حقيقة اتحدت فيها الآراء واتفقت عليها الدراسات.
ويبقى هناك سؤال يدور في الأذهان ويحيط بالأوطان: ماذا قدمنا؟ وماذا سنقدم؟
لا بد من وقفة جادة مع أنفسنا في تنفيذ هذا السؤال وإنزاله على أرض الواقع، فحب الوطن ليس مجرد مسيرات وأغاني وأعلام ترفع على المباني، حب الوطن لا يتجسد في الأحلام والأماني ولا في نظم الأشعار والعبارات الجوفاء، بل يجمع الكثيرون ويوافقهم القاصي والداني على أن حب الأوطان لا يتحقق إلا بالإيمان والانتماء للأديان وشكر الواحد الديان على نعمه الجزيلة ونعمة الأمن والأمان.
علاوة على ذلك توحيد الصفوف وتصفية النوايا لتقوية الجبهة الداخلية ومجابهة الأخطار الخارجية، إلى جانب وأد الفتنة وتجفيف منابع الإشاعات والقيل والقال، وعلى رأس هذا وذاك إشاعة العدل، فالعدل أساس الحكم والنهوض بأنفسنا قبل الآخرين ومعرفة مالنا من حقوق وما علينا من واجبات، فحب الوطن يكون بالإخلاص في العمل وتأدية الأمانة الملقاة على عاتقنا، وأن نكون قدوة حسنة لمن حولنا أينما كنا.
هكذا يكون حب الوطن بديمومة الإخلاص والتفاني فيما قدمنا وما سنقدم في المستقبل الباهر.
twitter:@ebtisam_aloun