منذ القدم عشنا وترعرعنا معا كنا وكانوا ولازلنا أحبابا وأصحابا وربما تربطنا بالبعض صلة الجيرة والقرابة، مجتمعنا الكويتي مجتمع إنساني وخير من الطراز الأول، عشنا كأسرة واحدة تربطنا الأخوة والاحترام المتبادل، يدا بيد نهضنا بالكويت يدا بيد علينا البنيان وارتقينا بالأوطان، تتلمذنا على أيديهم ورضعنا من خبراتهم وسرنا على خطاهم في تربية الأجيال وبناء الحضارات، عززنا معهم القيم وأرسينا منظومة الأخلاق منهم معلمون أفاضل ومهندسون وأطباء وقضاة شرفاء ومنهم العمال البسطاء ومنهم.. ومنهم فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
هم إخواننا الوافدون اغتربوا وتركوا أوطانهم سعيا وراء لقمة العيش، أفنى غالبيتهم زهرة شبابه في إعمار وتنمية الكويت وفي النهاية جزاؤهم هو الإبعاد والطرد من البلاد دون أن يعطوا فرصة لإنهاء معاملاتهم المالية والتجارية أو حتى ترتيب أمور أسرتهم خاصة إذا المبعد هو رب الأسرة.
لتوضيح الواضح ان سياسة إبعاد الوافدين المخالفين لقانون الإقامة أو حتى المخالفات المرورية أمر له تداعياته السياسية والإنسانية والسلبية وحتى الأخلاقية، فمن الخزي والعار على الكويت وهي مركز الإنسانية وأميرها قائد الإنسانية أن تتعامل بهذا الأسلوب المجحف مع الوافدين.
يا حكومتنا الرشيدة ومستشارينا الكرام لابد أن تعلموا أنه ليس من طبع الأصيل نكران الجميل، وليس من الحكمة إبعاد الوافدين لعلاج الخلل في التركيبة السكانية، وليس من العدل معاقبة المجني عليه وترك الجاني الحقيقي لماذا نضرب المظلوم بيد من حديد ونترك الظالم يسرح ويمرح دون أدنى عقاب.
لقد حان الوقت لمعاقبة الجاني الحقيقي والمسؤول الأول عن العمالة السائبة ومشكلة الخلل السكاني، هم تجار الإقامات وهم حجر الزاوية لهذه المشكلة، لقد حان الوقت لتطبيق القانون بمسطرة واحدة على الجميع وذلك لتحقيق الرؤية المستقبلية في أن تكون الكويت مركزا تجاريا وتظل مركزا إنسانيا.
ebtisam_aloun@