حفيت أقدامنا وتقطعت أنفاسنا وضاقت بنا الدنيا بما رحبت، وبتنا نلاحقه كالسراب صنف في خانة المستحيلات وهو غير متاح ، شيء لا ندركه وملاحقته باتت ضربا من الخيال.. هل عرفتموه؟
ملايين من البشر تمضي سنوات طويلة تلهث وراءه دون جدوى تستجدي الحب والقبول والرضا من الآخرين على حساب صحتها وعافيتها ووقتها ومالها وجهدها وفي النهاية لا شيء يرجعون صفر اليدين.
في البداية لابد أن ندرك أن حقيقة واضحة كالشمس في رابعة النهار، وهي أن الناس مختلفون في أفكارهم وأفهامهم وإدراكهم وأذواقهم وقيمهم ومبادئهم وهي من سنن الله في خلقه فالأمر الذي يعجبك ربما لا يعجبني والأمر الذي يعجبني لا يعجب صديقتي وهكذا فلذلك من الصعب جدا بل من المستحيل أن ننال رضا كل الناس.
وهناك قاعدة ثابتة لابد أن نتشربها وهي أن مرضاة الله فوق كل مرضاة، وهي لا تتحقق إلا بأعمال القلوب ويأتي في مقدمتها الإخلاص لله في القول والعمل، وأن ديمومة العيش تحت مطرقة إرضاء الآخرين وسندان طلباتهم ورغباتهم الخاصة سوف يكلفنا فاتورة غالية الثمن من صحتنا وراحة بالنا وتحقيق ذواتنا.
تيقن عزيزي القارئ والمتابع أن الرضا والقبول والحب يتولد من اعتدادك بذاتك وتقدير إمكانياتك واحترامك لإنسانيتك، وتأكد أن تنازلك الدائم في التعامل مع الناس لن يبعدك عن دائرة الرفض والانتقاد وغضب الآخرين، اجعل قرارك وريموت حياتك بيدك لا بيد الآخرين وكن اكثر حزما مع نفسك وتعلم مهارة الاستقلالية عن الآخرين في القول والعمل، جميل جدا أن تزيد جرعة الثقة بالنفس وأن تنحت كلمة «لا» في قاموس حياتك وتتصدر بها تعاملاتك فإن إسعاد الآخرين ونيل رضاهم شيء لا ندركه.
ebtisam_aloun@