ودعنا عشرة أيام من رمضان بالكمال والتمام، وما هي إلا أيام ويقال خرج رمضان، وبين الدخول والخروج عتقاء من النار فازوا برضى الرحمن وخاسرون أوصدت في وجوههم أبواب الجنان.
مما سبق دفعني إلى ان عنونت مقالي وخطتي الرمضانية لهذا العام بـ «رمضان الحزم يولد العزم» إيماننا مني واعتقادا بأن الحزم دون قسوة وجلد للذات يولد الهمة ويوقد العزيمة، خاصة أن النفس مجبولة على التسويف والدعة والركون إلى الراحة، فلذلك لا بد من وقفة جادة مع النفس لترتيب الأولويات وإعادة النظر في علاقتك مع رب البريات.
رمضان شهر الكنوز، تقال فيه العثرات وتنهمر الرحمات، وفيه تتفجر الطاقات الروحية وتنقمع القوى الشهوانية لدى الفرد، فضلا عن شيوع الأجواء الإيمانية وانتعاش العلاقات الأسرية والاجتماعية.
لذلك أدعو من هذا المنبر كل مسوف وغافل أن يطلق عملاقه الروحي المحبوس بداخله ويفجر ينابيع الخير الكامن في أعماقه، فالوقت ما زال بين يدك وملعب الحياة تحت رجليك شمر عن ساعديك وضع لك خطة رمضانية مناسبة لإمكاناتك وقدراتك فالإنسان يحتاج إلى ثلاثة أشياء إرادة متوقدة وإدارة ناضجة وقيادة حكيمة للذات، ثم ضع لنفسك 3 أهداف مثل العناية بالصلاة وضبط الانفعالات وتلاوة مجموعة من الختمات، احزم مع نفسك في تحقيق أهدافك بالبدء بالأهم ثم المهم، وتدرج في اقناع نفسك بممارسة الآليات المناسبة في تحقيق أهدافك ولا تنتظر التحفيز والتشجيع من الخارج بل اجعل الدفع من الداخل ودع تحفيزك ينبع من ذاتك فأنت وحدك المسؤول عن تصرفاتك وكلماتك، قال تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره).
وحتى يكون رمضاننا مميزا عامرا بالأجور والحبور وخطتنا سارية المفعول علينا بالحزم مع أنفسننا والصبر على ذواتنا في تطوير حياتنا وممارسة عباداتنا ولزوم ناصية التركيز والتجديد والتحديد.
@ebtisam_aloun