أنا ابتسام محمد العون كويتية أبا عن جد، أنا بنت بنيد القار والشامية والصباحية، منذ القدم عشنا وتعايشنا تحت ظلال الوحدة الوطنية وتنفسنا الهواء الكويتي الأصيل، تربينا وترعرعنا في «الفرجان» الكويتية أي الأحياء السكنية إخوانا سنة وشيعة وبدوا وحضرا عزفنا أروع سيمفونية في اللحمة الوطنية، والغزو العراقي الغاشم خير شاهد على ذلك، وقد أرخ المؤرخون وسطر الباحثون أنه منذ الزمن البعيد والكويت واحة أمن وأمان وهي ملاذ الخائفين والمضطرين ووطن لمن لا وطن له.
حصة ومعصومة وشمة وزهرة وخزنة وفاطمة وطيبة وصيته كلنا أخوات بالأمس لعبنا وترعرعنا ودرسنا وعملنا جنبا إلى جنب، لم نسمع في يوم من الأيام هذا شيعي وذاك سني ولا هذا بدوي وذاك حضري، كان لا وجود لهذه اللهجة العنصرية بيننا وحتى النفس الطائفي كان غائبا وزائلا من قاموس حياتنا.
فإذا أردت أن تعرف الفاعل الحقيقي وراء زرع الفتنة وشق الصف وتمزيق الوحدة الوطنية فتش عن المستفيد، لابد أن نعي كمواطنين ومقيمين أن هناك أيادي خبيثة مدسوسة ومأجورة لتمزيق النسيج الاجتماعي وضرب الوحدة الوطنية بمعاول الفتنة والتفرقة والتحريش بين الإخوان وهذه الأفاعي المسمومة تتلون وتتقنع بأقنعة الدين وتنادي «حي على الجهاد» والدين براء منهم كبراءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، ولكن.. ولكن..
ولكن بأبوة منقطعة النظير وحنكة بالغة وحكمة فريدة من نوعها، تدخل الوالد الغالي الشيخ صباح الاحمد ونزل فور حدوث الحدث الآثم يتفقد موقع الانفجار الارهابي قبل التطهير ودون حراسة ليطلق كلمته المشهورة النابعة من صميم قلبه والتي سجلت بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ «هذولا عيالي»، كلمة نزعت فتيل الفتنة واحتوت النكبة وفوتت الفرصة على أعداء الدين والإنسانية وطمأنت النفوس وضربت أروع صور خوف الأب على أبنائه عشت لنا ذخرا يا سيدي يا صاحب السمو، لقد دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بقلب رحيم وموقف حكيم لا نظير له في تاريخ البشرية والوحدة الوطنية.
ebtisam_aloun@