كيف نخرج من عنق الزجاجة؟ سؤال وجيه وهذا ما نحتاجه إليه في الوقت الحالي، فالمصاب جلل والخطب عظيم، والأزمة الاقتصادية تضرب أركان الدولة وتنخر في جسمها، فالمصاب أكبر من اللطم والتخوين والإشارة بأصابع الاتهام والدخول في النوايا، وأقولها باللغة العامية: الطبخة شربت مروقها وراحت السكرة وجاءت الفكرة، دعونا نفكر في حلول جذرية وأفكار منطقية تنتشل البلد من مستنقع الفساد والركود الاقتصادي إلى بر الأمان.
البلد في هذا الوقت محتاج إلى حالة إنعاش، والإنعاش لا يكون إلا بإشراك القطاع الخاص واستقطاب المستثمر الأجنبي، وهذا يحتاج إلى خطوة جادة وقرار جريء وعمل دؤوب خاصة إن الكويت لا تتوافر فيها مقومات الجاذبية الاقتصادية.
ومن السفه أن يسير البلد على البركة كما كان في السابق، لا بد من الإسراع في وضع خطة استراتيجية واقعية، وتوكيل الأمر إلى دماء شابة وكفاءات مخلصة وترك سياسة «هذا ولدنا»، فالمصاب لا يحتمل مجاملات، وأرجو رجاء حارا من قلب مخلص لهذا البلد من ديناصورات المناصب التنحي ومن لم يجد كفاءة فليتنح ويترك المجال لضخ الدماء الشابة القادرة من بعد الله على التغيير والتعمير.
وتتجسد خطة الإنقاذ في تنويع مصادر الدخل وتنمية الإيرادات غير النفطية وتنويعها، والتقليل من الهدر وتقليص المصاريف غير الضرورية، واستغلال الطاقة الشمسية المتوافرة طوال السنة كمصدر جديد للدخل، وترشيد الاستهلاك بداية بالكبار قبل الصغار والاغنياء قبل الفقراء، ووقف الهبات لمشارق الأرض ومغاربها والبذخ في العطاءات والزيادات، وبهذه الاستراتيجية المتكاملة يمكن للحكومة الكريمة بالتعاون مع مجلس الأمة اخراج البلد من عنق الزجاج وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من اقتصاد متهالك ووضع متردٍ دون المساس بجيب المواطن البسيط المخلص لوطنه.
ebtisam_aloun@