في الأيام الماضية تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مصورا لدكتور يعتقد أن المرأة عار على أهلها والذي يتزوجها صاحب فضل وله جميل كبير على أهلها لأنه خلصهم من هذا العار.
بداية أنا أشك في شهادة هذا الدكتور ومن العار والشنار أننا في 2016 ولازال هناك أشخاص يفكرون بهذه العقلية المتحجرة والفكر المظلم وأعتقد أن من يؤمن بهذا الفكر المتخلف هو العار على أمة الإسلام، وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قال: «فاطمة بضعة مني» ولم يقل عار عليّ، بأي منطق سننشر الإسلام ونخرج للعالم ونحن في القرن الواحد والعشرين ونقول لهم إن ديننا يعتبر المرأة عارا وأهلها يودون الفكاك منها؟ وكيف سنقنع العالم بأن المرأة عار وإنجازاتها تناطح الثريا لا الثرى؟ كيف ننصفها ونحن نعتبرها وصمة عار على جبين الإسلام؟ هل من العدل أن توصف المرأة بالعار والشنار والإسلام كرمها تكريما رفيعا باعتبارها «أمّاً» يجب برها والإحسان إليها؟ وجعل رضاها من رضا الرحمن وجعل الجنة تحت أقدامها، بل جعل حقها أعظم من حق الوالد، وكذلك كرمها كزوجة وأمر بالإحسان في عشرتها فقال الله عز وجل: (وعاشروهن بالمعروف) والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : «استوصوا بالنساء خيرا»، وكرمها الإسلام بنتا وجعل لتربية البنات أجرا عظيما حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه»، وكرم الإسلام المرأة أختا وخالة وعمة فأوجب صلة الرحم بهن وحذر من قطيعة الرحم في نصوص كثيرة سواء بالقرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة.
والآن بعد هذا الاستعراض المتواضع لمكانة المرأة في الإسلام هل تعتقد أنها عار؟
هل يعقل أن الأم التي ولدتك وأرضعتك وكانت سبب وجودك من بعد الله عار؟ هل يعقل أن الأم والأخت والزوجة والبنت وهن نصف المجتمع بل المجتمع كله عار؟!
أطالبك وأنا امرأة بالاعتذار لصاحبة العار...!
ebtisam_aloun@