اعتدنا نحن نون النسوة في رمضانيات سابقة على عادات مرهقة ومكلفة ومبتذلة، حيث إنه كان جل اهتمامنا أن نستقبل رمضان ببيت في غاية النظافة، ودراعات فاخرة، وثلاجات مملوءة بما لذ وطاب من الطعام والمثلجات ومن شروط الاستقبال كذلك الأواني المنزلية الجديدة، معتقدين أن الله لن يتقبل صيامنا إلا بالأواني الجديدة، والتفنن في أنواع الكبب والمحاشي، وللأسف وبغفلة منا ضيعنا الأوقات في خياطة الدراعات وتعلم الطبخات ومتابعة أصحاب الكبب والمثلجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكان من الأجدى أن نقضي الوقت في حضور مجالس الذكر وسماع المحاضرات الخاصة برمضان وقراءة الكتب المفيدة عن الصيام والتفقه في هذه العبادة.
ما هــذا الهراء؟ وهل هذا هو المطلوب مـنا في اسـتقبال الــشهر الفضـيل وعبادة الرب الكريم؟
لحظة من فضلك أيها القارئ الكريم، وأنتن يا نون النسوة، تأمل وفكر واختلي بذاتك وراجع حساباتك، ولا يفوتك أن تضع خطتك وتجدد نيتك لا تدخل رمضان إلا بقلب مخموم، صاف من الأحزان والأحقاد والمشاحنات والقيل والقال، نظف قلبك من الذنوب والمعاصي بكثرة الاستغفار، وتجديد التوبة النصوحة، أرِ الله صدقك في صفاء قلبك، وتجديد نيتك وإخلاصها لله عز وجل.
ادخل الشهر وأنت تسأل نفسك: ماذا يعني لي رمضان؟ لماذا أنا أصوم وأتحمل هذه المشاق والصعاب؟ دع الإجابة لنا، واستمتع برمضانك.
سوف أجيبك أيها القارئ الجليل، وأنتن يا نون النسوة، فأقول: ادخلْ رمضان بشعور المحب لله، واستشعر بقلبك أنك تصوم رمضان حبا لله، وشوقا للقائه، وطمعا في مرضاته، دع هذا الحب يتغلغل في مشاعرك، ويأسر فؤداك، فسوف تجد، والله وبالله وتالله، رمضان مختلفا، لماذا؟ لأن الصيام صار حبا لله، وليس عادة اعتادها الناس، وحب الله أعلى مراتب العبادة، اجعل شعارك في رمضان «صيام المحب لحبيبه».
استعن بالله، وتفنن في الدعاء، وحدد جوانب القوة لديكو ونقاط الضعفو وكن صادقا مع نفسكو ما الذي تريد أن تغيره في ذاتك وحياتك؟ فشهر رمضان يعتبر دورة مكثفة، وفرصة ذهبية للتغيير للأفضل، دوّن أهدافك، وضع لنفسك خطة واقعية مرنة، راجع خطتك يوميا، وسجل إنجازاتك، واستمتع بصيامك، واستغرق في إيمانياتك، «فصيام المحب لحبيبه» مزية لا تكون إلا لخاصة الخاصة...
اللهم اجعلنا من أهل الصيام وخاصته... آمين.
ebtisam_aloun@