اجتهدنا ولهجنا في الدعاء أن يبلغنا الله عز وجل رمضان، وبفضل الله وكرمه بلغنا ربنا رمضان وأعاننا على الصيام والقيام والتفنن في الطاعات، وبحمد الله وشكره ودعنا رمضاننا السعيد، وغزلت مغازلنا ملابس العيد، ورسمنا بأيدينا ابتسامة القريب والبعيد، فأهلا وسهلا بالعيد السعيد.
اعتقد أن كثيرا من الناس حرصوا في رمضان على وضع خطة مكتوبة ومناسبة لقدراتهم وإمكانياتهم الصحية والاقتصادية والاجتماعية، والبعض الآخر وضع لنفسه 3 خطط، حيث خصص لكل عشرة أيام من رمضان خطة، ومن الطبيعي أن يقوم الإنسان بإجراء بعض التعديلات على الخطة إذا لم يجدها مناسبة وهذه هي المرونة المطلوبة في الخطط الناجحة، والكثير منا دخل في تجارة رابحة مع الله عز وجل، وعقد صفقة مضمونة مع من يملك خزائن السموات والأرض ويعطي بلا حدود دون أن ينقص من ملكه شيئا، فشهر رمضان مزرعة الجادين والمشمرين، فكل إنجاز في حياتنا يحتاج إلى حرث وزرع وحصاد وهذا ما يسمى بـ «قانون المزرعة»، فلا يعقل بعد نصف ساعة من وضع الخطة أقول: أنا تمكنت من التغيير والقضاء على طبع العصبية أو ختمت القرآن كاملا، فلابد من التخطيط والوقت والجهد والبصيرة والمعرفة لتحقيق ما نتطلع إليه بجودة عالية تليق بكمال المشتري وهو الله سبحانه وتعالى ولله المثل الأعلى.
ومن الطبيعي أن يكون لكل منا قمة يحلم بها ويكافح من أجلها، وقمتنا هي آخر يوم في شهر رمضان دخولا في شهر شوال وعيد الفطر السعيد، وأنا عن نفسي وضعت صندوقا مملوءا بالمجوهرات واللآلئ على القمة وهي مجموعة أعمالي وعباداتي وكل ما انجزت في رمضان وقد عقدت بالإخلاص لله عز وجل، والعبرة ليست بالكثرة إنما بصدق الإخلاص اللهم لا سمعة ولا رياء، فلا تستهين بأي عمل عملته في رمضان من سلام وابتسامة وصدقات وحسن خلق وصيام وقيام ليل وحتى إماطة الأذى وسقاية البهائم، أفرح بما قدمت وحدد كم انجزت من الخطة الرمضانية، وكافئ نفسك على هذا الجهد الميمون، وأسال الله الثبات والقبول والغفران، فوالله ساعة تقييم الخطة والنظر في صندوق مجوهرات الأفعال والعبادات يعد متعة ما بعدها متعة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل تفقدت صندوقك؟ وهل زاد عمر الخبرة لديك؟
ebtisam_aloun@