بدأ العام الدراسي، ودبت الحياة من جديد في المؤسسات التعليمية والصروح الأكاديمية، حيث يعد التعليم ركيزة أساسية في تنمية الأفراد فكريا وعلميا واجتماعيا ونفسيا، والعملية التعليمية تتكون من عدة عناصر ومن أهم هذه العناصر عنصر المعلم، فهو حجر الزاوية في العملية التعليمية والحد الفاصل في جدوى التعليم من عدمه.
فلذلك هناك مواصفات خاصة بالمعلم المتميز، حيث إن وظيفة التعليم لا تصلح لأي إنسان إلا من كان مؤهلا للارتقاء بالعملية التعليمية وتخريج أجيال مبدعين يعتمد عليهم في بناء مجتمع متحضر.
ويتصف المعلم الناجح بأنه ملم بمادته، واسع الثقافة والمعرفة قادر على توصيل المعلومة بأساليب تدريسية وتعليمية منوعة وسلسة، لاسيما أنه يتعامل مع طلابه بتواضع ورفق كأنهم أبناء وأصدقاء له وخاصة من هم في المرحلة الثانوية، إلى جانب ذلك يتحلى بقوة الشخصية والحيادية في التعامل، فبذلك يجمع ما بين حنان الأم وحزم الأب.
تلعب الحكمة وسعة الصدر والخلق الرفيع دورا كبيرا في مد جسور الثقة والاحترام والمودة بين الطالب والمعلم ونجاح العملية التعليمية وقد أثبتت الكثير من الدراسات صحة ما سبق ذكره والواقع خير شاهد على ذلك.
وحتى يتمكن المعلم من أداء مهامه يحتاج إلى الثقة بنفسه وبقدراته في إدارة الحصة التعليمية، إلى جانب التحفيز المستمر لتلاميذه وبث روح الحماس والهمة في طلب العلم والبحث، علاوة على ذلك تعزيز ثقافة احترام الرأي الآخر وتقبل المختلف في نفوسهم، فتلك الأجواء الصحية كفيلة باستيفاء العملية التعليمية وتصحيح المسار في مخرجات التعليم.
فكم من طالب راسب ضائع استطاع أن يصل إلى القمة والنجاح بفضل الله ثم بفضل معلم متميز محب لعمله قادر على احتواء طلابه واستخراج أفضل ما لديهم والمضي بهم قدما إلى القمة والعكس صحيح.
٭ فتحية تقدير لصانع الأجيال في يوم المعلم العالمي.