الوسطية مطلوبة في كل جانب من جوانب الحياة، وكل أمر يزدان بالوسطية يعتبر متوازنا وراقيا وطيبا، حيث تتضح حاجتنا للوسطية في علاقاتنا وعبادتنا وفي وظائفنا وفي أدوارنا كمربين وكل سلوكياتنا، خذ على سبيل المثال لا الحصر الصداقة، فالصداقة تحتاج منا إلى اختيار الصديق المخلص المحب الحريص على نبل الصداقة وسلامتها من كل شائبة، علاوة على ذلك يكون الصديق مرآة لصاحبه يناصحه في الخطأ والمعوج فالمثل يقول: «أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي» لكن دون أن يتخطى الحدود والمعقول مع صاحبه ولا يسفه باسم الصداقة شخصية صديقه ويلغي كيانه، فالوسطية زينة الأمور وتاج على الرؤوس.
ونحتاج كذلك إلى الوسطية في تربية الأبناء وذلك في التعامل معهم والمراقبة والنصح والإرشاد فلا نشد عليهم ونقطع الحبل الذي بيننا وبينهم بل نصاحبهم ونوجههم، والا نسيء الظن بهم فنفقدهم الثقة بنا وبأنفسهم فالتربية تحتاج منا إلى مراعاة الفروق الفردية واختلاف الشخصيات والقدرات وطرق التفكير عند الأبناء.
وتعد التربية مهمة صعبة ومسؤولية تحتاج إلى حلم وأناة وسعة أفق، وكذلك إلى معرفة غزيرة في أساليب التربية، إلى جانب قدرة المربي على الإنصات والحوار.
فالتربية تصنع إنسانا..
والصداقة تصنع علاقات..
وكلتاهما نهران يلتقيان في بحر الوسطية.
ebtisam_aloun@