سمة التفاهة باتت لصيقة لبعض الشخصيات، وأصبح المجتمع يصفق لمشاهير التفاهة، فكل من أراد أن يصف في مصاف المشاهير ويتصدر واجهة المجتمع ويتربع في قلوب المعجبين صار عليه لزاما أن يتبع قاعدة «خالف تعرف»، حيث يتصنع بذلك مواقف يرفضها المجتمع ويستهجنها، بل زيادة على ذلك بات ينشر ثقافة الشواذ وغير المألوف حتى تسلط عليه الأضواء وترصده الكاميرات ويحصد بذلك أكبر قدر من «الليكات»، ويحقق في حينها رقم قياسيا من المتابعين والمتابعات.
وللأسف كثير من مشاهير التفاهة يحرص في بداية الظهور على تحقيق القبول لدى أفراد المجتمع بنشر أفكار منطقية وواقعية وعمل فرشة موزونة تتماشى مع الأعراف والتقاليد والمعتقدات، وعندما يحقق لنفسه قاعدة جماهيرية وقبول اجتماعي، يبدأ بدس السم في العسل ونفث أفكاره الدخيلة في المجتمع.
أنا لا أعلم ماذا تريد تلك الأبواق المزيفة والعقول المنحرفة المبهورة بالثقافة الغربية؟ والتي تريد تصدير كل ساقط ولاقط إلى مجتمعنا تحت ستار التحضر والتقدم، دون السؤال هل هو مناسب أم غير مناسب لمجتمعنا؟ وهل هو كفيل بانتشال الأفراد من وحل الجهل والفقر والتأخر والمضي بهم قدما إلى الرقي والازدهار، أم أن القضية قضية شهرة وتلويث عقول وضحك على الذقون؟
يا مدعي الإعلام ويا مستهدفي الشباب، أرجوكم احترموا عقولنا وفطرتنا السليمة، فالإعلام مهمة عظيمة وهي تكليف وليست تشريفا، والإعلامي مؤتمن على ثقافة المجتمع وقيمه وأصالته، ولا يعني تقدم المجتمع وانفتاحه التخلي عن هويته والتصادم مع شريعته وقيمه وتقاليده.
ومن هذا المنبر الأصيل أناشد أصحاب العقول الراجحة وممن يملكون القرار بإيقاف هذه المهزلة من مشاهير التفاهة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام المختلفة، وذلك بإبراز نخب المجتمع ومفكريه واثبات وجودهم بالساحة، والعمل على تصدرهم للمنابر، إلى جانب دعمهم بكل الوسائل، مع وضع خطة توعوية مناسبة لتوعية الأفراد بخطورة مشاهير التفاهة وأفكارهم المنحرفة وكيفية تجاهلهم والحد من خطورتهم.