«للأسف ان النزعة الاستهلاكية استطاعت أن تظهر كل من يعاندها بمظهر البخيل» «وكل من يستجيب لها بمظهر الكريم» « ! # الحصالة هذه تغريدة تعكس واقعا معوجا يظهر المبذر والمسرف بمظهر الكريم والمدبر والمدخر بمظهر البخيل، حيث ان النزعة الاستهلاكية باتت ظاهرة مستشرية بين كثير من الناس، وأصبحنا نشتري ونستهلك الحاجات والكماليات بإفراط دون وعي بأبسط استراتيجيات الادخار.
ومن المؤكد ان حاجتنا الوحيدة جميعا هي الأمان المالي المتمثل في الادخار وحسن إدارة المال دون التقتير على أنفسنا وأسرنا.
واعتقد ان عملية التوفير صعبة على النفس وتحتاج منا إلى دراية بخطط التوفير وتطبيق المناسب منها، والصبر على مغريات السوق وحب النفس لاقتناء كل ما هو جديد وحديث، ولكن كلما تذكرنا ثمار التوفير والحماية المالية لمستقبلنا من بعد الله هانت علينا كل الصعوبات.
وحري بنا لإدارة رشيدة لأموالنا في ظل ظروف اقتصادية صعبة وغلاء فاحش، أن نرتب أولوياتنا ومتطلباتنا الأساسية وأن نمتلك بوصلة داخلية لأنفسنا ندير بها حياتنا بالشكل الذي يرضينا ويحقق أهدافنا الاقتصادية دون الخضوع لضغوط اجتماعية وإغراءات تسويقية، وخاصة ان عمل استقطاع شهري في حساب مصرفي في البنك لتوفير مبلغ من المال أو ادخاره في حصالة خاصة بنا يحقق لنا الكثير من الأمان المالي.
علاوة على ذلك ان نجعل التوفير عادة مالية جيدة لدينا وذلك بعقد مقارنة بين ما تحمله بطاقة الائتمان من ديون وبين ما يجلبه التوفير من مستقبل أمان لحياتنا، ولشحذ همتنا في الادخار يمكن أن نضع لأنفسنا ملصقات تحفيزية نكتب عليها ما نريد إنجازه مثل امتلاك عقار أو رحلة سياحية جميلة ولصقها في أماكن متفرقة في البيت والمكتب والسيارة.
ومما يبدد أموالنا ويفقدنا ثقتنا بقراراتنا الصائبة في إدارة حياتنا ان نقلد الآخرين ممن يمتلكون رواتب أعلى من رواتبنا، وهناك الكثير من السبل التي تحقق لنا الأمان المالي لا يتسع المقال ولا المقام لذكرها، ولكن تبقى القناعة مفتاح ادخارنا أماننا.
ebtisam_aloun@