في الأسبوع الماضي وتحديدا مساء يوم السبت حدث لابنة أختي حادث مروري مروع كاد أن يودي بحياتها، حيث انقلبت سيارتها إلى الشارع الثاني بسبب رعونة أحد الشباب المستهتر الذي يعتقد أن الشارع حلبة سباق أو شاشة ألعاب بلايستيشن كل ما فيها دمى وليسوا أشخاصا وأرواحا بريئة، وبدم بارد بدأ يستعرض عضلاته بسيارته دون أدنى مسؤولية، وبدأ يتنقل بين الحارات دون أن يكترث للسيارات المسرعة بجنون والقادمة من الخلف، مما أربك الشارع وروع قائدي المركبات ومنهم ابنة أختي الشابة في عمر الورد والتي كادت ان تفقد حياتها في لحظة طيش من شباب مستهتر، وأمثالها كثر فها هي ضحية أخرى من ضحايا الاستهتار، شابة صغيرة ترقد في نفس الغرفة بالسرير المجاور لسرير ابنة أختي وقد كسرت أطرافها الأربعة وفقدت عينها وتشوه وجهها وهي في غيبوبة بسبب شاب أرعن لم يتجاوز عمره 19 عاما تسبب في أصابتها البليغة، وها هو يرقد مصابا في أحد أجنحة الرجال وقد أضر بنفسه وبغيره.
نعود لحادث ابنة أختي ونتساءل من ينصفنا؟ وهي طريحة الفراش وقد أجريت لها عملية ولله الحمد تكللت بالنجاح، من ينصفنا؟ وقد تأخرت في دراستها، حيث أوقف قيدها وسحبت أوراقها والفصل الدراسي قد قارب على النهاية، من ينصفنا..؟؟ ويداوي جراحها وينهض بلياقتها النفسية بعد أن أصابها الروع من هذا الحادث المؤلم، من ينصفنا؟ وقد عشنا أياما وليالي كئيبة وبمشاعر بائسة ودموع منسكبة وقلوب منهكة ترتجف عند سماع رنين الهاتف أو طرق الباب، أنفاس تحبس عند كل رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويبقى الرضا بأقدار الله ومشيئته يرطب ويربط على قلوبنا في مصابنا الجلل، ويبقى الأمل بالله كبير والعوض من عنده جميل، وأنتم أيها الشباب خذوا العبرة مما حدث وتيقنوا أنكم أنتم وضحاياكم في النهاية من سيدفع فاتورة هذا الاستهتار وهو لا يخرج عن ثلاث، إما مكوث خلف القضبان أو أن تكون طريح أحد الأسرة البيضاء أو موت ونهاية حياة وفوق هذا وذاك تتحمل ذنب ضحايا أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل من هذا التصرف الصبياني واللامبالاة.
٭ مناشدة.. أناشد بها وزير الصحة الفاضل والحكومة الرشيدة التي تنفق ملايين الدنانير على مستشفيات في أصقاع الأرض، أن تنظر بعين الرحمة والمسؤولية لمستشفى العدان والذي مضى على إنشائه 37 عاما!
ebtisam_aloun@