اعتدنا عندما نسافر أن نعد العدة ونضع الخطة لسفر مفيد وممتع يجدد النشاط من ثقل روتين الحياة، واليوم نحن مقبلون على شهر الصيام والقيام وتعظيم الرحمن، فمن باب أولى أن نضع الخطة ونعد العدة للسفر والهجرة إلى الله عز وجل في هذا الشهر المبارك.
فكل عمل ناجح وإنجاز رائع يحتاج إلى تخطيط وتنظيم، وما أعظم المتاجرة مع الله حصريا في رمضان ومن باب الريان، فالأجور مضاعفة والأجواء رمضانية مباركة، والإيمانيات عالية والنفوس تواقة لرضا الرحمن والفوز بالجنان.
فلذلك، من الحكمة أن تشد العزم وتشمر عن الساعد في استعدادك لرمضان، فما زالت هناك فسحة من الوقت لرسم خطة محكمة ووضع أهداف واقعية محددة بتواريخ واضحة يمكنك قياسها، متوجة بالهدف الأسمى والغاية العظمى من الصيام وهي تحقيق التقوى، وبناء على ما سبق ذكره تحدد الآليات والسبل أو العادات الصغيرة كما يسميها البعض، لتحصيل أهدافك والارتقاء بصيامك.
والجميل أن شهر رمضان يعتبر دورة مجانية ربانية في تطوير الذات وتزكية النفس، حيث يمكنك من خلاله تعزيز خلق حميد واكتساب مهارات حياتية جديدة، ولا يفوتك تهيئة الأجواء الرمضانية لبث روح الحماس في نفسك وفيمن حولك وتهيئة أرواحكم لهذه الطاعة العظيمة.
ومن ضمن استعداداتك لرمضان إعادة تأهيل لياقتك الروحية والبدنية وتهيئة جسمك للصيام والقيام والاعتكاف والجلوس ساعات طويلة في قراءة القرآن، ومن المجدي أن تتفقه في أحكام الصيام وتتعرف على أحكامه الشرعية من خلال القراءة وحضور الدورات والمحاضرات وغيرها من مصادر المعرفة، ضع لنفسك جدول زيارات وتواصل مع الأرحام، فمن المؤكد أن الصيام فرصة لترميم وتوطيد العلاقات بين الناس من خلال الزيارات وصلات الأرحام وتبادل الهدايا وأصناف الطعام.
علاوة على ذلك، أن رمضان فرصة ذهبية لتعديل المعوج وترويض الثائر، ففي هذا الشهر الفضيل يمكنك التخلص من عادة سيئة قد استنزفت صحتك وطاقاتك وهدمت الكثير من علاقاتك مثل الغضب بعادة إيجابية جميلة مثل الحلم والأناة.. وهلم جرة مع التدخين والغيبة وغيرها من العادات المزعجة.
ويبقى رمضان شهر البركات وحصد الحسنات.. فالعروض مغرية والمشمرون كثر.
ebtisam_aloun@