نعم أنا روهينغي مسلم وأفتخر.. وأتشرف بأنني من أمة لا إله إلا الله، أحمل حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم في قلبي وبين أضلعي، بها أذود عن نفسي وعرضي ومالي وأهلي، ورغم كل الوحشية والانتهاكات اللاإنسانية والعهر السياسي الذي يمارس ضدنا إلا أننا لن نتخلى عن إسلامنا ولن ننسلخ عن عقيدتنا.
كل جريمتنا أننا مسلمون موحدون نعيش وسط وحوش وأوباش كشّروا عن أنيابهم وغرسوا مخالبهم في الجسم الروهينغي البائس وسط صمت دولي مقيت.
الروهينغا أقلية مسلمة تقطن في أقليم أراكان في غرب دولة بورما، وهي تواجه يوميا بل على مدار الساعة جرائم وحشية وممارسات حيوانية يندى لها الجبين وتقشعر منها الأبدان، بل إن هناك إبادة جماعية للشعب الروهينغي وتطهير عرقي صارخ والعالم الإسلامي والدولي يتفرج ولا حياة لمن ينادي.
من المحزن ونحن في القرن الـ21 أن تتعرض هذه الأقلية في كل لحظة ومن دون مبالغة للاضطهاد الديني حيث يحرم المسلمون من ممارسة طقوسهم الدينية ودون خوف من الله تم هدم مساجدهم ومراكزهم الإسلامية من قبل البوذيين الحاقدين والسلطات البورمية العنصرية، وعجلة الإبادة العرقية والحرمان من الهوية طالت هذه الفئة المنكوبة حيث حرمت من الجنسية الوطنية وسلب منها حقها في التعليم والتوظيف وفرضت عليها العزلة والتخلف تحت سندان الفقر والمرض والبدائية في الغابات المظلمة كفئة منبوذة وبذلك انتزعت منهم جورا وبهتانا أدنى حقوقهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كمواطنين معترف بهم، علاوة على ذلك يتعرض مسلمو بورما لتطهير عرقي سافر حيث تعتبر الحكومة البورمية العنصرية أن الأقلية الروهينغا لاجئون ودخلاء على البلد ولا بد من تهجيرهم ووضعهم في مخيمات تابعة للأمم المتحدة، ولترحيلهم وإجبارهم على الهجرة تم التعامل معهم بوحشية ومورست بحقهم أبشع الجرائم في تاريخ البشرية.
يتعرض المسلمون هناك للتعذيب والتجويع والتشريد والترويع والاغتصاب الجماعي لبنات المسلمين من قبل بوذيين كفرة تجردوا من إنسانيتهم، بل زد على ذلك لقد تم حرق قرى بأكملها وهدمها على رؤوس سكانها، بل إن آخر أشكال التصفية قذف الروهينغيين المسلمين أحياء وخاصة الأطفال منهم في أخاديد من النار كما في الأزمنة القديمة وكل جريمتهم أنهم مسلمون.
ولا تقف مأساتهم عند هذا الحد بل تلاحقهم أيادي الغدر حين يفرون في الظلام هربا من الموت فيقتنصهم رصاص الظلم ليغرقوا في برك من الدماء أو يتيهون في البحار ويغرقون حيث لا تسعفهم قواربهم المتهالكة وإذا نجوا من هذا وذاك لم ينجوا من عصابات الرق والعبودية حيث يباع الأطفال بثمن بخس ليسقطوا في النهاية في أوكار المتاجرة بالجنس والإجرام، ناهيك عن رفض الدول المجاورة استقبال الفارين من الجحيم البوذي المقيت وذلك بغلق الحدود بين البلدين، وكذلك يعاني الفارون الأمرين من خطر الألغام الأرضية على الحدود التي راح ضحيتها الكثيرون وآخرها جرح طفلين وفقد أحدهما ساقه من جراء السير على تلك الألغام.
ونحن بصدد كارثة إنسانية جديدة وأزمة عصيبة في تلك المخيمات المكتظة بالمهجرين، حيث ارتفع عدد الفارين من المذابح في إقليم أراكان إلى أكثر من 123 ألفا خلال 10 أيام، ويشكل الأطفال والنساء 80% من عدد النازحين، وقد وصل بهم البؤس والفاقة والمرض ما وصل، دون أن يتحرك المجتمع الدولي بحل جذري لهذه الأزمة الإنسانية، فكل الحلول إلى هذه اللحظة تعتبر مسكنات وحلولا مؤقتة والتحركات الخجولة لا تخلي مسؤولية العالمين الإسلامي والدولي من إيقاف هذه المذابح الشنيعة المدمية للقلب المبكية للعين.
وهنا يعلو صوتي أنا روهينغي مسلم وأفتخر.. فأين أنتم يا أمة المليار ونصف المليار مسلم؟ لقد انتهى زمن المداهنات والمجاملات ولقد حانت ساعة الصفر في صون دماء المسلمين ورفع الظلم عن المظلومين وذلك بتوحيد الكلمة والصف والرجوع إلى حظيرة لا إله إلا الله.
ebtisam_aloun@