ebtisam_aloun@
التربية تكليف لا تشريف، وهي مهمة جسيمة على كاهل المربين، وهم سيقفون بين يدي الله عز وجل ويسألون عن هذه الأمانة التي ضيعوها بدليل الآية (وقفوهم إنهم مسؤولون.. الصافات: 24).
حيث باتت التربية تحتاج إلى تربية لما هو مشاهد وملموس في الواقع من تسيب في الأخلاق وانحراف في المعايير وتهميش للقيم وانسلاخ من الهوية، علاوة على ذلك إهمال المربين لما استرعوه من رعية وقد بات هذا الإهمال واضحا جليا يشار إليه بالبنان وتتحدث عنه الأزمان.
لا ينكر أحد ولا يختلف اثنان على أن التربية في زمن العولمة وانفتاح العالم على بعضه، مسؤولية جسيمة ومهمة شاقة، تحتاج إلى صبر ومثابرة ومعرفة تامة بوسائل التربية الحديثة وأنماط الشخصيات وهذه كلها مجتمعة نحتاجها حتى نحسن التعامل باحتراف مع جيل واعي ومنفتح على العالم وربما يفوق والديه ومعلميه بالتكنولوجيا والتطور.
التربية تتطلب منا بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه وإخلاص النية له عز وجل، إلى الإحسان في كل تفاصيل التربية، وتيقن أيها المربي الفاضل أن المربي هو الله وما نحن إلا أسباب، نغرس ونبذل الجهد والتوفيق والهداية من عند الله.
ومن أهم أسباب التربية الناجعة الدعاء والتضرع إلى الله دائما وأبدا لصلاح الذرية، فالدعاء سلاح المؤمن القوي، والتربية تتأمل من المربي أن يكون قدوة صالحة لأبنائه وطلابه، وأن يظهر لهم دائما كل ما هو جميل وحسن، فالفعل أبلغ من الكلام في التربية، والأبناء يحتاجون إلى قدوات صالحة غير الآباء والمعلمين كالصحابة والسلف الصالح وشخصيات معاصرة فاضلة، وخاصة أن الجيل الحالي باتت قدواته الفنانين واللاعبين المنحرفين والفاشينيستات ومشاهير السوشيال ميديا.
ولا تكن أيها المربي ليّنا فتعصر ولا قاسيا فتكسر، بل كن هينا وسطيا محبا للخير، واعلم أن أكثر ما يضيع الأبناء ويقودهم إلى مستنقعات الجريمة والانحراف هو الإفراط في القسوة والتدليل، ضدان لا يجديان في التربية.
والتربية قائمة على الحزم مع رشة حب وحنان مقيدة بالاحترام والإيمان بالله.
جميل أن تصاحب أبناءك وطلابك وأن تكون مكمن أسرارهم ومستشارهم الأمين، وأن تعينهم في اختيار الصحبة الصالحة لهم، وكذلك تحرص على تشجيعهم على الانخراط في حلق الذكر وحلقات حفظ القرآن.
أيها المربي ضع غرسك ولا تستعجل النتائج فأنت من بعد الله تصنع إنسانا وتعلو بالبنيان، فأحسن الظن بالله وتوكل عليه، فالمربي والهادي هو الله الحكيم العليم.