جعفر محمد
لماذا اخترت جريدة «الأنباء» لتكتب فيها آراءك؟ سؤال يطرحه علي كل من قرأ لي مقالا منذ بدأت الكتابة في جريدة «الأنباء» فتكون إجابتي مختصرة بأن «الأنباء» جريدة كل الكويت يقرأها الجميع بمختلف انتماءاتهم بالإضافة إلى أنها ووفقا لإحصائيات عالمية ودراسات قامت بها شركات متخصصة تعتبر جريدة تنفرد بانتشار واسع عند المقيمين كانتشارها بين المواطنين ومن منا ينسى أن جريدة «الأنباء» غيرت مفهوم الجريدة الصباحية، فهي منذ عقد من الزمان تكون في متناول القارئ في آخر الليل قبل كل الصحف فيقرأها من داهمه السهد وشتته الأرق ومن منا في الكويت ينام قبل الواحدة صباحا كل هذه الأسباب جعلتني اختار جريدة «الأنباء» بالإضافة إلى أنني كنت ومنذ الصغر أشتريها يوميا لأنها تمتاز عن كل الصحف آنذاك بتغطية شاملة للرياضة المحلية والعربية والعالمية، فمن «الأنباء» عرفنا الدوري السعودي وتفاصيله والدوري الإنجليزي وكواليسه، أضف إليها إن شئت عزيزي القارئ موقفها البطولي الرائع تجاه كل من وقف ضد قضية الكويت العادلة في أغسطس 1990 وقد أكون مقنعا للبعض وغير مقنع للبعض الآخر الذي اعتاد على صحف انتهجت الكيل بمكيالين وإثارة الشارع بقضايا وليدة اللحظة تموت بعد أن تولد بيوم أو يومين و«الأنباء» صحيفة محترفة ذات طابع سياسي بحت ونفس وطني وبعد إقليمي يلاحظه المتخصص في الاستراتيجيات القارئ للتحليلات، كل ما سبق هو ردي على من سألني وسيسألني عن اختياري لجريدة «الأنباء». فهي تحتضن بين طياتها كتابا معتدلين وصحافيين متميزين، فصالح الشايجي يجعلك تثمل وأنت تقرأه وصلاح الساير كتاباته كالمرأة الجميلة تفتقدها وان جلست معها ساعات والزامل مثقف يعطيك الزبدة والكابتن سامي يحلق بك في سماء الحقيقة وكتاب صفحة آراء ممتعون وذعار الرشيدي يقطر شعرا وأدبا وحسين الرمضان ينقل لك البرلمان بكتاباته ليكون بين يديك ومفرح الشمري والورع يتغلغلون بالوسط الفني فيأتون لك بكل جديد فريد ومسعد حسني يتحمل مقالات ومراسلات العبد لله، والأستاذ محمد الحسيني مكتبة متنقلة يدير التحرير بصورة حضارية أما رئيسة التحرير فيكفيها فخرا أن تكون ابنة العم خالد المرزوق التي وضعت لنفسها في شارع الصحافة مكانة تستحقها بإبداع فريقها في جريدة «الأنباء».
كلمة راس:
جريدة «الأنباء» سأخاطبها كأنثى بلغت عامها الثاني والثلاثين فنضجت وازدادت جمالا فأقول فيها ما قاله عنترة ابن شداد
مهفهفة والسحر بين لحاظها
إذا كلــــــــمت ميتا يقوم من اللحدِ
أشارت إليها الشمس عند غروبها
تقول إذا اسود ّ الدجى فاطلعي بعدي