جعفر محمد
ان المتابع للاوضاع السياسية على الساحة المحلية يدفعه الاستغراب نحو التساؤل التالي: لماذا الاستجواب وتداعياته؟ ولماذا الاحتقان وإفرازاته؟ فالاستجواب اداة دستورية وضعت لتكون فائدتها عامة، وان ركن النواب لاستخدام هذه الاداة بتعسف او للتخويف فإنه يجب على الحكومة التعامل معها على اساس انها من صميم التجربة الديموقراطية لا اكثر، وتفويت الفرصة على كل مستفيد يريد تحقيق اهدافه المريضة على حساب الدستور ومساحته وادواته، فإن كان الوزير المستجوب على قدر من تحمل المسؤولية فليصعد للمنصة احتراما للدستور اولا، وانصياعا لابجديات العمل السياسي التي لابد له ان يرتضيها كونه قبل بمنصب الوزارة، الا اننا في الكويت ومن دون سبب وبالاخص الجانب الحكومي جعل من الاستجواب «بعبعا» تتعطل به البلد، وتقتات عليه الصحافة المريضة ذات البعد المصلحي، وتلجأ الحكومة وفريقها المعروف لعقد مداولات واجراء بروڤات، حتى اننا في كل استجواب نستمع لنفس الاسطوانة المشروخة، «شخصي فئوي عنصري طائفي قبلي»، بالاضافة لافتقاد الحكومة لابسط قواعد العمل العام، فهذا نائب يقول: ليرحل الوزير، وذاك ينادي: لا نريد هذا الوزير، ومجلس الوزراء لا حياة له في هذا المناخ فهو قد استسلم ورفع الراية البيضاء في تمرير المعاملات وتقديم الهدايا بأنواعها لعله يحشد رأيا يؤثر به على النواب، والصحافة اياها «تلعلع» وتنشر سموم الآراء فتقول الدواوين وتتقول بأن الحل بات وشيكا، ونرى رئيس مجلس الأمة يصرح لمدة خمسة ايام متتالية ان الحل امره مرهون بيد صاحب السمو ولا يجب التعاطي مع مثل هذه الافكار لانها حق مكتسب لـ«أبو السلطات»، ونقرأ للبعض المتعقل آراء تفند تصريحات النواب وتستهجن الحديث حول الحل وهو حق انفرادي بيد الامير حفظه الله، وبين كل هذا لا نجد وزيرا يتحدث ويدافع عن صاحب السمو وحقوقه وهو ليس بحاجه لذلك ولكن طالما ان سمو رئيس الحكومة ووزراءه سلطة تنفيذية يمارس الامير من خلالها صلاحياته فمن الواجب عليهم الدفاع عن حقوقهم التي كفلها لهم الدستور، فإما انهم لا يريدون الحديث خوفا من النواب وهذه طامة كبرى، او انهم ضاعوا لانهم اصبحوا خارج حدود اللعبة فتفوق عليهم النواب وسجلوا الهدف رقم 100 في مرمى الحكومة الجريحة، التي ستفارق الحياة عما قريب لتكون الحكومة الرابعة التي لدغت من نفس الجحر 100 مرة.
كلمة رأس
هل هي صدفه ان تكون اجواء ما قبل الاستجواب في كل مرة في صالح الوزير المستجوب وقبل 48 ساعة من كل استجواب يرجع سمو الرئيس من السفر فتنقلب الآيه؟ هل من عراف يدلنا على الصواب ويكشف لنا السر.