جعفر محمد
لأن الزمان غير الزمان، رغم أن المكان هو ذاته فإن التعرف إلى الآخرين صار متاحا دون بذل المزيد من الجهد الكبير، فبينما كنت أتجول وأتصفح الشبكة العنكبوتية ولعلاقة ما في مجال عملي قد دخلت إلى الموقع الإلكتروني للسفارة السعودية في الكويت، فوجدت شيئا قد شدني وشتت تركيزي عما كنت أريده، وصب ذلك التركيز في اتجاه واحد وهو محتوى الصفحة المتضمن لعنوان هذا المقال، فقد جاء حرفيا دون نقص أو زيادة «كما نعلم فانني حظيت بمقابلة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكانت التوصية الأولى هي التمثيل المشرف واللائق للمملكة والثانية توثيق العلاقات بين البلدين، والتوصية الثالثة الاهتمام بالرعايا السعوديين في الكويت من مقيمين وزائرين والتوصية الرابعة هي التعرف على جميع قطاعات فئات المجتمع الكويتي».
ولأن هذه الوصايا تعتبر منهجا ووسيلة وغاية لتحقيق البعد الحقيقي لمهمة أي سفير يمثل بلده، فقد توقفت عندها وبدأت في الرحلة لقراءة ومعرفة من هذا الرجل الذي سيقوم بهذه المهمة الشاقة، التي تعتبر اليوم عبئا يحبه ويفضله فقط الرجال أصحاب المعادن الثمينة النفيسة، فاتجهت إلى السيرة الذاتية للسفير فوجدته اكاديميا متدرجا في كل شيء، وممثلا لبلاده في الكثير من المهمات الجديرة بالاحترام، ولكن ما استوقفني وجعلني أدير قرص البحث في الشبكة العنكبوتية جملة وردت في سيرته الذاتية «وله الكثير من المقالات والمؤلفات والنشاطات الفكرية والإعلامية» فوجدته، كما أشار إليه موقع جامعة الملك سعود من كونه احد منتسبيها، علما من أعلام الكلية يشار إليه بالبنان في خدمة مجتمعه وقضايا وطنه، كيف لا وهو الذي حسب معرفتي من بعض المصادر المقربة له كثير القراءة والاطلاع يهوى السفر والتعرف على عادات الشعوب، وطريقة عيشهم؟! وهو شغوف بالأدب، هنا كان لابد لي من الاقتناع بأن شخصا يحمل هذه المواصفات لحري به وجدير بهمته أن تصنع المستحيل في سبيل تحقيق وصايا خادم الحرمين الشريفين، وبعد مرور سنتين تقريبا على توليه أمور السفارة بعد سلفه الذي كان كويتيا يمثلنا في المملكة الأستاذ أحمد اليحيى، نرى أن الدكتور عبدالعزيز قد قطع شوطا لا بأس به واقنع نفسه قبل الآخرين بما بذل حين مثل بلده بإعجاب لفت نظر القريب والبعيد إليه، فهو بشهادة من سألت رجل متواصل دمث الخلق لا تغيب ابتسامته لحظه.
ثم ذهبت إلى الوصية الثانية فإن الشاهد الله أن الزيارات بين الزعماء وكافة المستويات في البلدين قد شهدت في عهده ما لا ينكره إلا الناكر لوجود الشمس، فأي توثيق للعلاقات بعد هذا؟!
والوصية الثالثة تؤكد أنه كان ولم يزل خير عون لأبناء بلده وقد سألت منهم الكثيرين فأجابوني: الله يحفظه الدكتور سهل علينا الكثير.
وفي الوصية الرابعة أيقنت تماما بما لا يدع مجالا للشك أو الريبة أن السفير امتزج بين كافة طبقات الشعب فتراه في أتراح الكويتيين وأفراحهم بكافة أطيافهم، يذهب هنا وهناك فينال حسن الضيافة منهم لأنه أصبح واحدا منهم وفيهم، وهكذا ستمر الأيام فنرى البراهين في تطبيق الوصايا الأربع تتجلى لكل متابع يحب المملكة وأهلها.
كلمة راس
عرفتك يا سعادة السفير من موقع الكتروني، قد لا يؤمن به الكثير من أعداء التكنولوجيا، فالشكر موصول للقائمين على هذا الموقع ولكم التوفيق بإذن الله.