جعفر محمد
في الرياضة.. في المجتمع.. في السياسة.. في كل مناحي الحياة كانت له صولات وجولات، فهو رائد الوطنية وزعيمها، وهو ابن الكويت قبل أن يكون ابنا بارا للأسرة الحاكمة، يحبه خصومه قبل مؤيديه، فهو مثال لكل صفات الرجولة ورمز للنزاهة والشرف، له قلب الأم والأسد في آن واحد وله عقل الحكيم، وهو قائد فذ لن تنجب الكويت مثله.
نفتقد اليوم هذا النموذج الذي بشهامته نال من الشهامة.. وبكرمه انحاز للكرم في كل شيء، أخلاقا وخلقا، ومالا وعطاء، كانت له وحسب معرفتي من مصدر موثوق الكثير من المساهمات في تهدئة الأوضاع السياسية في الكويت وكان رسولا محبا للسلام بين المختلفين في الرأي، فهو بقوة شخصيته استطاع إقناع الناس بحضوره، فأقنع الآخرين بكل هدوء بالتقارب مع الآخر وإن اختلف الناس في الكويت على رجل مثله فإنهم اتفقوا على فقدانه في هذه الظروف فقد مارس الشهيد فهد الأحمد دور الرقابي دون أن يكون نائبا ونفذ خططه وتطلعاته دون الحاجة إلى منصب حكومي ولقد ساهم بحل ودراسة العديد من المشاكل والظواهر الاجتماعية الدخيلة على المجتمع الكويتي دون الحاجة إلى إنشاء جمعيات ولجان، هذا الرجل الكنز الذي أصبحت حاجتنا لأمثاله اليوم ملحة، فأبوأحمد لمن لا يعرفه من أبناء الجيل الحالي، رجل لا تستعصي عليه معضلة فهو يحلها بقوة حضوره وركون الفعاليات السياسية إلى نصائحه وإن كانت هناك قلة قليلة تجد أن الشهيد فهد الأحمد مخالف لما نقول، فإني أجزم بأن هذه القلة لا تعرف للإنصاف بوصلة ولا تعلم من الأمور إلا ظاهرها وفي خلدي يهدر السؤال التالي: أين رفاقك الذين هم مثلك في كل شيء؟ هل غابوا أم غيبوا أم ماذا؟
كلمة رأس:
إن ما جعلني أكتب عن الشهيد، فقرة وردت في مقال الزميل أحمد محمد الفهد الكاتب في الزميلة الوطن حيث أشار بالرموز كيف كان للشهيد فهد الأحمد دور وموقف لا يجوز نكرانه.