جعفر محمد
منذ ما يقارب السنتين ونحن في الكويت بلا استقرار في جميع مناحي الحياة، وقد تساءلنا مرارا وتكرارا عن الأسباب والتداعيات فلم تصلنا الإجابة الوافية الشافية لظمأ السؤال فينا.
ومن شدة الحيرة التي اعترتنا لجأنا للتحليل والتأويل وقراءة المرحلة بكل تحولاتها، فكانت المعلومة التي بنينا عليها التحليل هي «عدم استقرار الجوار»، ففي العراق دم يراق دون أدنى سبب مستحق، وفي السعودية نهضة إنسانية تتجاذب مع التطرف في محاولة لقمعه، وفي إيران ملف نووي فاق الاهتمام به الإنسان ذاته في إيران، إذن بطل العجب الكويتي من معرفة سبب عدم الاستقرار لدينا، ولكن تبقى الدهشة مرتسمة على وجوهنا كل صباح ونحن ننظر للمرآة، ما علاقة هذه الأسباب بقضايانا الداخلية «زيادة الرواتب ـ ارتفاع الأسعار ـ قضايا المجلس ـ ردود فعل الصحافة»؟ فهي لا تعدو كونها قضايا داخلية بحتة لا يؤثر فيها العمق الجغرافي للجوار، فما يحدث في إيران قد ينزل بمؤشر الاقتصاد وما يحدث في السعودية يجعل الطرح المتعصب جائزا بعد هروبه للكويت من هناك، وما يحدث من قتل في العراق إنما يؤثر سلبيا وإيجابيا في هروب المستثمر لا أكثر، إذن ها قد عادت الحيرة مرة أخرى بسبب مشاكلنا الداخلية التي لا ترتبط بأحد سوانا، فقد يعد مقبولا التفاعل المشروع مع قضايا بيروت وخلوها من القانون الأقدم وهو القيادة، ولكن أن نصدق مثلا أحد القائلين بأن الكويت كبيروت وننطلق لتأجيج هذه المقولة وتطبيقها على أرض الواقع فهذا أمر يدل على جهلنا ونحن لسنا كذلك، هاهي الحيرة تعود مرة ثالثة فهل من مجيب على تساؤلنا المشروع؟
كلمة راس:
للقراء الذين بعثوا برسائلهم الإلكترونية يسألون فيها عن سبب الانقطاع، لقد خطفتني الطبيعة فركنت إلى صحراء الكويت مع الزوجة والأولاد فلكم جزيل الشكر على رسائلكم وسؤالكم.