جعفر محمد
هكذا هي الكويت، ومنذ القدم كانت ولم تزل مفعمة بالحب الكبير الذي يغزو صدور أهلها، ويسكن قلوبهم تجاه بعضهم البعض، مهما اختلفوا فهم هنا وللتاريخ نسجلها كآبائهم وأجدادهم، معدنهم أصيل، يبقى انتماؤهم للأرض فوق كل شيء وقبل كل شيء، وإن خرج القليل منهم لوهلة فإنه يعود وسرعان ما تحاصره الكويت بخيرها عليه، ليرجع إلى أرضه ووطنه وانتمائه الحق.
نعم حتى من ينطلق من أفق ضيق تراه يقول ما في نفسه ثم يعود للهدوء ويجلس على ضفة بحر الكويت مع أهلها القريبين من بعضهم البعض، رغم اختلاف قومياتهم، فهولاء أهل الكويت، أقسم ثم أقسم بالله العلي العظيم لها كأرض ولشرعيتها المتمثلة بالأسرة الحاكمة، هذه الأسرة الكريمة الشفافة التي امتزجت وتزاوجت مع كل الأطياف في المجتمع الكويتي، لتضرب مثالا رائعا في الذوبان مع جميع مواطني هذه الدولة الجميلة، حتى ان الوافد والمقيم أصبح معنا ومثلنا تعتليه الدهشة من تقاربنا، فنحن محسودون في تكاتفنا رغم اختلافنا المشروع وفق الطبيعة البشرية، فالكويت ستبقى ونحن زائلون، ومن هذا المنطلق أرسى الآباء والأجداد قواعد التفاهم والود بين الأجيال السابقة، فطبيعة الكويت ومجتمعها بنيت على التسامح والتعايش مع الآخرين والسمع والطاعة لمن هو أكبر سنا ومقاما، وهذا كله يأتي ذاتيا دون الحاجة لتوجيه أو إيعاز من أحد، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ كيف أن للكويتيين يدا كريمة ونفسا عفيفة وثقافة لافتة وحضورا دوليا لا ينكره أحد، فالكويت ورغم صغر مساحتها إلا انها ذات تأثير منقطع النظير لدى الكثير من الدول الكبيرة حجما ونفوذا لأن أهلها يرتكزون على قاعدة تسندهم بالتماسك والثقافة والحضور.
مع كل ما سبق ألا تستحق الكويت منا - نحن أهلها - بمختلف مشاربنا، الرفق والالتفات اليها لتستمر كما كانت؟