جمال السويفان
تابعنا وبحزن شديد جلسـة البرلمان ليوم الثلاثاء الماضي، التي اتسـمت بالغـوغـائيـة والصراخ الـشخـصي، وتبـادل الاتهامات، بألفاظ بذيئة، لا يمكن أن تخرج من ممثلي الأمة.
صـحيح أن عـضو مـجلس الأمة بشر يخطئ ويصـيب، ولكن يجب عليـه أن يحـتـرم مكانة المجلس، وعـضـويتـه، وأيضا يعـتبر قـدوة صالحة وحـسنة، كما انـه يختلف عن باقي أفراد المجتمع، لأنه اخـتيـر من باقي المرشـحين أثناء الحملات الانتخابية.
وأيضا على عضو مجلس الأمة، أن يحترم مواد الدستور، وخاصة المادة 91 من الفـصل الثالث في السلطة التشـريعية لدستور الكويت، والتي تنص على التالي:
قبل أن يتولى عضو مـجلس الأمة أعماله، في المجلس، أو لجانه، يؤدي أمام المجلس، في جلسة علنية اليمين الآتية:
اقسم بالله العظيم أن أكون مـخلصا للوطن والأمير، وان احترم الدستـور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق.
من هذه المادة الدسـتـورية نريد أن نعرف مـاذا اسـتفـاد الشـعب الكويتي من جلسـة سـوق الحراج؟ كـمـا اسمـاها البـعض، وأيضا أين احتـرام العـضـو لدستـور وقـوانين الدولة؟ وكـذلك الدفـاع عن حـريات الشـعب ومـصـالحـه وأمواله، ما شـهدته قـاعة عـبدالله السـالم، من صراعـات شخصية، وتبادل ادوار سياسية، ومصالح فردية ليست لها أي صلة بحقوق الوطن والمواطن.
يجب على العقلاء من السياسيين، وبالذات رئيس مجلس الأمة، أن يدعو لجلسة ودية، بعيـدة عن الأجواء السياسية، الملبـدة بالغيـوم السـوداء، ويرطب الأجواء والنفـوس بين المتخاصمين في جلسة الثلاثاء الأسود.
وان يعملوا جمـيعا لمصلحة هذا الوطن الـذي هو بحاجة لجهودهم وصـراخهم لحفظ حقوق عـامة الشعب الكويتي، وإلا سيكون اخـتيارهم في الانـتخابات المقـبلة صعبـا جدا، ولن يتمكن أي عـضو من اجتيازها، إلا بعـد أن يدفع فاتورة العـمل العـام برفع الظلم عن المواطن ومـعـالجة القـضـايا الوطنية التي تهم واقع الحال اليومي، للمواطن والمقيم، وان يدرك أن الاختيار القادم لن يكون فيه دور ثان ولا ثالث، الآن الدوائر الخمس ستغير حسـبة الكثير من الأعضاء الحاليين والمراقب السيـاسي أصبح واعيا لكل ألاعـيب أبطال ونجوم الحلبة البرلمانية.