جمال السويفان
تعيش البلاد هذه الايام، ذكرى الغزو العراقي الصدامي الغاشم، لبلدنا الحبيب.
فقد مر على هذا الغزو سبعة عشر عاما من التحرير والحرية والامن والامان.
لقد عاش اهل الكويت سبعة أشهر من التدمير والاغتيالات والقتل والتشريد والسرقات، والاعدامات وجميع انواع التعذيب التي تعرض لها ابناء هذا الوطن.
لقد كان الكويتيون في تلك الايام وحدة واحدة، واسرة واحدة هدفها ارض هذا الوطن، وكانت النفوس راضية بقدر الله سبحانه وتعالى.
فهذه الوحدة الوطنية والتلاحم في تلك الايام فقدناها هذه الايام، وبدأ الاخ يأكل لحم اخيه حيا، وكثر الحسد وقل العمل في جميع وزارات الدولة، والجار لم يعد يسأل عن جاره، والكثيرون تناسوا ايام الغزو وما شهدته من تجسيد للاخوة والتلاحم من الناحية الوطنية والانسانية.
اليوم الكل يحاول فرض نفوذه، والصراعات زادت عن حدها، وظهرت اختلافات السلوكيات، والفرقة الوطنية، التي يحركها البعض لجني بعض المصالح.
بدأ البعض ينهب من هذا البلد، دون اي مسؤولية للمصلحة العامة، ومراعاة التقدم والتنمية التي سبقتنا اليها جميع الدول الخليجية والعربية.
الكل ينادي بالاصلاح بأنواعه المختلفة، لكن هذا الاصلاح نسمع به كشعار وليس كواقع عملي، نلمسه من خلال التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.
لقد تأخرنا كثيرا، والشماعة لازالت «الغزو الغاشم»، لا يمكن ان نتقدم بهذه الروح غير الوطنية.
علينا ان نستذكر الماضي بحسناته وسيئاته، ونعلمه لاجيال الغد، ونحاول ان ننبذ العنصرية والقبلية والطائفية، ونقول بصوت واحد الكويت فوق الجميع.
في النهاية نسأل الله الامن والامان لهذا البلد، وان يجمع القلوب في محبة الله وارض الوطن.