جمال السويفان
كنت في الأسبوع الماضي، في زيارة قصيرة للمملكة الأردنية الهاشمية، لحضور دورة في «برنامج الكورت لتعليم التفكير».
كانت هذه الزيارة الأولى لعمان، وقد اعجبني فيها كثير من الأمور، أولها كرم ضيافتها، وطقسها الجميل وبساطة شعبها وتعاملهم الراقي، ومناطقها التاريخية والأثرية، والأمن والأمان.
كانت الدورة تتحدث عن كيفية معالجة الأمور والقضايا والمشاكل من خلال عدة مهارات تفكيرية، لا تكفيرية، لحل تلك المشاكل والوصول الى النتائج بطريقة علمية صحيحة وسهلة.
ومن محاسن تلك الدورة اننا تعرفنا على المدرب الناجح الاستاذ ثائر حسين، وعلى مجموعة من المشاركين من دول الخليج والدول العربية.
كما ان هذه الزيارة، منحتني فرصة الالتقاء بزميلي بدر المطيري الذي قضيت معه ساعات طيبة وببعض الطلبة الكويتيين الذين غمروني بكرمهم في مدينة الجبيهة، وقد قضيت معهم أياما جميلة، تناولنا خلالها أحاديث عدة، شملت مواضيع مختلفة ومجالات متنوعة عن الواقع التعليمي والاجتماعي والأسري والسياسي والصحي وغيرها.
ما أعجبني في تلك المجموعة الطلابية، محافظتهم على قانون البلد، وتماسكهم ودماثة أخلاقهم، وحسن تصرفهم، ومعرفتهم بضواحي عمان، فكان فيصل الهيفي يتميز بقيادة السيارة ومعرفة طرق وحارات عمان، وكان مشعل الدبيس، يجيد بعض فنون الطبخ، وقد تناولت معهم وجبة العشاء، على الطريقة الكويتية، وكذلك فايز بن حصنية يحب معرفة بعض الأمور، من خلال الأسئلة الموجهة، وأيضا محمد المسيكان يغلب عليه طابع الهدوء، والاستماع، اما مالك الهيفي، فهو متخصص في مهارات صنع القهوة والشاي، واصدار بعض الأحكام القانونية، التي تعلمها من دراسته في الحقوق.
فنقول لهم شكرا على حسن ضيافتكم ومجلسكم الطيب، ونسأل الله ان يوفقكم ويعينكم على الغربة.
رحم الله المشعل والمعصب، اصبح شهر اغسطس، بالنسبة للكويتيين شهر ذكرى أليمة حيث غزت قوات النظام العراقي البائد، بلدنا الحبيب، وعانت الأسر ما عانته من القتل والتشريد، والسرقة وغيرها.
وبالنسبة لي أصبح هذا الشهر يذكرني بوفاة والدي رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
كما توافق في هذا الشهر من السنة الحالية، وفاة اثنين من اعمامي رحمة الله عليهما، وأسكنهما فسيح جناته، الأول هو العم عبدالرحمن المشعل، الذي وافته المنية، أول الشهر الجاري، ودفن في 2 من الشهر، ثم جاءني خبر وفاة العم سعود المعصب وأنا في عمان، فقد حزنت حزنا شديدا، على نبأ وفاة المرحومين بإذن الله تعالى، لارتباطهما أولا بوالدي، وثانيا لأنني تعلمت منهما الكثير من خلال جيرتنا لهم لأكثر من ثلاثين عاما، في منطقة الفروانية.
لا نملك الا ان نقول غفر الله لهما، وتقبل أعمالهما، وألهم ذويهما وأحبتهما الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.