جمال السويفان
«حملة ترشيد» مفهوم جديد واسلوب مميز لترشيد الكهرباء والماء في البلاد، لم تكن هناك حملات مماثلة لمثل هذه الازمات التي عصفت بالوطن وما اكثرها.
«حملة ترشيد» اوقفت الانقطاعات المتكررة للماء والكهرباء في السنوات السابقة، ازمة الكهرباء والماء، لم تكن وليدة السنة الحالية، بل هي مشكلة ازلية تتحمل تفاقمها الحكومة والبرلمان، والدليل على هذا الكلام، تصريحات كثير من الوزراء والمسؤولين السابقين عن الكهرباء والماء، ومنهم المغفور له باذن الله د. حمود الرقبة رحمة الله عليه، حيث حذر اكثر من مرة من وقوع ازمة مستقبلية.
لقد اثبت الوزير محمد العليم جدية العمل الوزاري وتحمله للمسؤولية وحمل هموم المواطنين والمقيمين خلال فترة الصيف الحارقة، فقام بعدة زيارات ميدانية لجميع محطات الكهرباء والماء، ووضع يده على الجرح العميق، الذي مازال ينزف حتى الآن ولكن في الترشيد يبقى فن التبريد.
باعتقادي ان الحملة لاقت قبولا عند الصغار والكبار، وتحملوا جزءا من مسؤولية المواطنة وان كان لي تحفظ على التبذير في طريق الصرف المالي على الاعلانات خاصة التي تكون على الشوارع، حيث تذكرنا بأيام الانتخابات البرلمانية حتى ان البعض اطلق عليها «مرشح الترشيد».
يبقى السؤال الذي يطرحه الصغير قبل الكبير: ان البلد نفطي وبحري وفيه وفرة مالية زائدة لماذا لا تستغل هذه الوفرة في انشاء محطات توليد للكهرباء والماء لخمسين سنة مقبلة حتى لا نلوم انفسنا ونبكي على ليالي الماضي ويعيش الجيل القادم في قلق وضياع.
في النهاية، لابد من تسجيل الشكر لوزير الكهرباء والماء، وجميع العاملين على جهودهم في تخفيف ساعات القطع الكهربائي والمائي، لو قارناها بالسنوات الثلاث الماضية والشكر موصول لجميع القائمين على حملة «ترشيد» ونطالبهم باعادة النظر في توجيه الاعلانات والتخفيف من الصرف المالي وان كانت تلك الحملة قد وفرت اكثر من 20 مليون دينار على الدولة.