جمال السويفان
بعد ان انتهت صراعات الاستجوابات الدستورية، وكذلك بعد استقرار الحكومة وبدء دور الانعقاد الحالي لمجلس الأمة، الذي بدأ بالتأزيم والصراع السياسي، عكس ما كان متوقعا من بداية صفحة تعاون جديدة بين أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية، بعد هذه المقدمة، نلاحظ ان الأوضاع على الساحة المحلية لا تبشر بخير، والدليل على ذلك كثرة الاعتصامات والإضرابات وتقديم الاستقالات من نقابات وجمعيات نفع عام، بسبب حقوق العاملين المهضومة منذ سنوات. لا شك في ان تلك النقابات والجمعيات حاولت مرارا وتكرارا ان تصل الى أهدافها بالطرق السلمية والقانونية، الا انهم واجهوا آذانا مغلقة وصدورا ضيقة، لا تحتويهم وتأخذ بمطالبهم ومن ثم لجأوا الى تلك الاعتصامات والاضرابات التي تعد ظاهرة دخيلة وخطيرة على المجتمع.
وقد أتت تلك الاعتصامات بثمارها رغم كل العقبات والصعوبات التي كانت تواجههم في التحرك السلمي.
وهذا الأمر قد يصبح سابقة لباقي النقابات والجمعيات التي لم تحصل على حقوقها حتى الآن.
ديون العراق
بدأ الحديث يتكرر حول اسقاط الديون الكويتية على العراق، خاصة بعد زيارة الرئيس العراقي للبلاد مؤخرا وقد أكد أكثر من مسؤول ان هذه الديون لا يمكن ان تسقط الا بموافقة مجلس الأمة، وبالمقابل سيتحرك أعضاء البرلمان لاسقاط فوائد الديون عن المواطنين، حيث طال انتظار هذه الخطوة وقد تتعالى الأصوات بزيادة المواطنين، وأيضا زيادة علاوة الأبناء، التي لم تُزذ منذ أكثر من عشر سنوات، مقارنة بارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
استقالة الطبطبائي
اعلان النائب د.وليد الطبطبائي تقديم استقالته من مجلس الأمة، في حال عدم تصحيح الأوضاع المتردية في وزارة الصحة، كان محل نقاش جميع السياسيين ودواوين البلاد، وحتى في أروقة مجلس الأمة.
أعتقد ان د.الطبطبائي جاد ومُصر على الاستقالة، في حال عدم تعاون الحكومة في معالجة الجسم الصحي، لأنه في هذه الحالة، قد يبرئ ذمته امام الله سبحانه وتعالى وأمام الناس، لأن تقديم الاستجوابات وتفعيل الأدوات الدستورية لم يكن لهما وقع وأثر على التعامل السياسي، ففي النهاية تقوم الحكومة اما بتعديل أو تدوير وزاري، ومن ثم تعود المطالبات نفسها لاستئصال المرض الخبيث من وزارة الصحة.
والأمر الثاني ان استقالة د.الطبطبائي ستكون السابقة البرلمانية الاولى في تاريخ البلاد السياسي، وقد يحرج بها كثيرا من زملائه الأعضاء الذين عرفوا بتقديم الاستجوابات لأكثر من وزير، لوجود بعض الأخطاء والتجاوزات.
والأمر الأخير الذي سيكون له الأثر السياسي الواضح في حال قبول استقالة د.الطبطبائي هو اجراء انتخابات لشغل منصب العضو المستقيل، وستجرى الانتخابات هذه المرة على نظام الدوائر الخمس، التي ستعد البروفة الأولى للانتخابات العامة المقبلة لجميع الدوائر الخمس.
ونقول للدكتور الطبطبائي نتمنى ألا تخضع لضغوطات زملائك وأهل منطقتك، وامض في الاستقالة حتى تكون قدوة للغير في تعديل أوضاع الاصلاح السياسي، الذي أصبح شعارا يحمله الجميع دون أي فائدة.
سأل عني كثير من القراء والأصدقاء عن عدم كتابتي خلال الأيام الماضية، نقول شكرا على السؤال، وكان المانع عارضا صحيا وانشغالات خاصة.