جمال السويفان
فقدت الكويت والأمة العربية والاسلامية المغفور له بإذن الله تعالى، الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
لقد فجع أهل الكويت، من مواطنين ومقيمين، بنبأ وفاته - رحمه الله - فقد كان المغفور له يحظى بشعبية كبيرة بين فئات الشعب وأطيافه، حيث كان أخا للكبير والصغير، للقوي والضعيف، للرجال والنساء، كان ناصحا للجميع، راعيا لجمعيات النفع العام، كما تميز - رحمه الله - بتواصله الدائم، من خلال زياراته المعروفة لدواوين الكويت، في شهر رمضان المبارك، وكذلك مشاركته في الأفراح والأتراح لجميع أهالي الكويت.
لقد ناضل المغفور له، منذ شبابه، حين تولى وزارة الداخلية ثم الدفاع، وبعدها رئاسة الوزراء وولاية العهد، فكان رجلا شجاعا له مواقفه العربية والاسلامية والخليجية، وكان يمد يد العون للضعاف والمساكين، والفقراء والأرامل والمطلقات، وكان رحمه الله يستقبل كبار السن والمواطنين والمقيمين في ديوانه بقصر الشعب، أبوابه كانت مفتوحة للجميع، ويحرص دائما على السؤال عن الجميع، من خلال زياراته للمستشفيات والمعسكرات، والحدود خلال الأعياد.
أبوفهد - رحمه الله - أحبه الشعب لأخلاقه العالية، ورحمته بأهل الكويت، منذ توليه المناصب الوزارية، في وقت كانت الكويت وأهلها بحاجة الى مثل هذا المناضل السياسي، الذي نذر حياته ووقته وصحته لشعبه.
فكان أبوفهد - رحمه الله - أبا لكل أسرة، أخا لكل رجل وصديقا حميما لزملائه الوزراء وللمواطنين والمقيمين الشرفاء على هذه الأرض الطيبة.
لقد مرت الكويت في عهد سموه - رحمه الله - بكثير من «المواقف السياسية» والتفجيرات التي تناولت امن البلاد في عام 1985، وما تبعها من احتلال للبلاد، في عام 1990، فكان رجل الدولة والمواقف في تلك المحنة التي ألمت بالكويت والكويتيين، وأدار بشجاعته وبسالته مع أسرته الكريمة «آل الصباح» واخوانه في مجلس الوزراء شؤون البلاد داخليا وخارجيا.
فكان أبوفهد - رحمه الله - همه الأول والأخير تحرير البلاد من براثن نظام البعث البائد، وعودة الحكومة الشرعية وشعب الكويت الى الوطن، معززا مكرما مرفوع الرأس.
وكانت له وقفات لا ينساها شباب الكويت، قبل كبارهم، ولا بنات الكويت قبل أمهاتهن، فكان يسأل عن أهل الكويت في ارجاء العالم، ويتفقد احوال الصامدين الأبطال الذين نذروا أرواحهم ودماءهم فداء لهذه الأرض الطيبة.
وعادت البلاد بفضل من الله ثم بمساعدة الأصدقاء والأشقاء، وبدأ مع اخوانه الوزراء مرحلة البناء والتعمير للبلاد، بعدما حطم النظام الصدامي البائد، كل ما في هذه الأرض المباركة، التي كانت تمد يد العون والمساعدة، لكل بلد عربي واسلامي وعالمي، أحلت به نكسة أو كارثة.
رحم الله الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وختاما نقول «ان العين لتدمع، وان القلب ليحزن، وانا لفراقك يا أبا فهد لمحزونون».
إنا لله وإنا إليه راجعون