جمال السويفان
بداية نبارك لجميع نواب الأمة الذين حازوا ثقة الشعب، من خلال انتخابات ديموقراطية حرة، وبعد هدوء عاصفة الانتخابات، وما شابهها من صراعات غير صحية، عند بعض المرشحين، الا ان إرادة الشعب أثبتت نتائج تاريخية غير مسبوقة، من خلال فوز أربع عضوات في هذه الانتخابات التي اطلق عليها البعض مجلس التغيير والنساء مطابقة «لسنة الهدامة والغرقة»، وقد اثبتت المرأة في هذه الانتخابات قدرتها على التغيير من خلال وصول د.معصومة المبارك التي فاجأت جميع المراقبين السياسيين وحصولها على المركز الأول بعدد 14247 صوتا في الدائرة الأولى التي تعد دائرة النواب المخضرمين من الطائفة الشيعية، كما كانت المفاجأة الثانية فوز الإعلامي فيصل الدويسان وحصوله على المركز الخامس وبعدد 9943 صوتا، اما في الدائرة الثانية فكانت المفاجأة هي نجاح د.سلوى الجسار وحصولها على المركز العاشر بعدد 4776 صوتا.
أما في الدائرة الثالثة التي تعد دائرة النخبة المثقفة فقد كانت مفاجأتها فوز د.أسيل العوضي التي حصلت على المركز الثاني بعدد 11860 صوتا وحلت د.رولا دشتي في المركز السابع وحصلت على 7666 صوتا.
وفي الدائرة الرابعة اجمع ناخبوها على تثبيت المركز الأول للنائب مسلم البراك كرسالة واضحة لمن كان يقف ضد النواب المحافظين على المال العام، اما في الدائرة الخامسة فكانت المفاجأة هي نجاح ثلاثة نواب من قائمة «لأجلكم» وهم النواب سعدون العتيبي ودليهي الهاجري ود.بادي الدوسري، علما بأن هذه الدائرة كان التنافس فيها بين قبيلتي العوازم والعجمان، الا ان التحالفات أثمرت نجاحاتها، والمراقب لهذه الانتخابات يعلم أن خطاب صاحب السمو الأمير ـ حفظه الله ورعاه ـ قد أثر في شريحة كبيرة من الناخبين والناخبات، واستجابوا لكلماته التي طلب فيها الإعانة وحسن الاختيار، فقد لبوا النداء وأدلوا بأصواتهم وكانت هذه النتائج التي احدثت تغييرا كبيرا وحدثا تاريخيا في خارطة طريق قاعة عبدالله السالم تحت قبة البرلمان.
ومن المفاجآت الأخرى في الانتخابات تراجع النواب الإسلاميين في جميع الدوائر الانتخابية، كذلك بعض النواب السابقين، وهذا مؤشر خطير لهم ناتج عن بعض ممارساتهم الانتخابية السابقة.
في النهاية: نتمنى ان يتفق أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية على تشريع قضايا الوطن والمواطن، وتعطى الأولوية لها حتى يرجع أعضاء السلطة التشريعية الدَيْن لهذا الشعب الذي وقف معهم أثناء الحملة الانتخابية.
حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه «وإذا اختلفنا فالكويت تجمعنا».