أثارت الصحف في الآونة الأخيرة ما حدث في السجن المركزي والمشاكل التي يواجهها النزلاء والوضع السيئ الذي لا يحتمل السكوت عنه، فأردت أن أتحدث عما لم تتطرق له الصحافة وهو قسم الخدمة الاجتماعية والدور الذي يقوم به تجاه نزلاء السجن حيث يشرف القسم على برنامج التائبين. ومن المعروف عن هذا البرنامج انه يشمل كل قضايا تعاطي المخدرات وتشرف عليه عدة جهات على رأسها وزارة العدل ممثلة بالنيابة العامة ووزارة الداخلية ممثلة بإدارة السجن المركزي (قسم الرعاية اللاحقة) ووزارة الأوقاف إدارة الدراسات الإسلامية وجمعية بشائر الخير، حيث يمضي متعاطي المخدرات سنة كاملة حتى يجتاز البرامج وتشمله المكرمة الأميرية وتظل بقية المدة معلقة مصحوبة بحسن السير والسلوك وتنتهي مدة التائب وهو خارج السجن ويسمى بعفو مشروط. وأهداف هذا البرنامج احتواء مدمني المخدرات ومساعدتهم على الرجوع مرة اخرى تائبين لله ومقلعين عن هذه الآفة المدمرة ورجوعهم مواطنين صالحين لينفعوا أنفسهم وأسرهم ووطنهم وهذا جهد تشكر عليه كل الجهات المشاركة في البرنامج. أما عن دور قسم الخدمات الاجتماعية فإنه فعال ويعتبر قلب البرنامج، وعلى رأس الجهات المشاركة من حيث المتابعة والتقييم وكذلك ترشيح التائبين للعفو الأميري وهو يأتي بتقييم سلوكهم وأوضاعهم الاجتماعية وعليه يجدر بنا ان نقف وقفة جادة لنقد هذا القسم نقدا بناء للصالح العام.
أما عن سلبيات هذا القسم فإن بعض الاخصائيين الاجتماعيين وهم من الإخوة العرب يعاملون التائبين معاملة لا تليق بأهداف البرنامج ولا بمهنة الخدمة الاجتماعية لتسلطهم وقراراتهم التعسفية ومعاملتهم غير الحسنة مع التائبين حيث يعاملونهم معاملة العسكري المتسلط ولنظرتهم الدونية لهم كأنهم فئة لا تستحق المعاملة الإنسانية، والطامة الكبرى ان لهم سلطة في اختيار من يصلح ومن لا يصلح للإفراج عنهم، مع العلم ان كل من زكوهم من العائدين وأفرج عنهم رجعوا مرة اخرى الى السجن لعدم التزامهم ببرنامج قسم الرعاية اللاحقة الذي يلي خروجهم من السجن، والذين يستحقون الإفراج من العائدين بقوا بحسرتهم لعدم اختيار الاخوة الاخصائيين لهم. الغريب هو دور الجهات المشاركة في البرنامج بهذا التخبط والمزاجية والتسلط وكأن هناك خطوطا حمراء لا يجرؤ أحد على الاقتراب من هؤلاء الاخصائيين مع العلم انه تغيرت إدارات كثيرة على السجن وهؤلاء باقون، والسبب غير معروف، هل إدارة السجن تفتقد الكفاءات الوطنية؟ ام هذا المنصب الفريد كبير على الكوادر الكويتية؟ رغم ان المجتمع مليء بهذه الكوادر الوطنية المتفهمة لظروف ومشاكل وعادات ونفسيات التائب الكويتي أكثر من غيرهم؟ أم ان عبقرية الكوادر الأخرى لا يملكها أحد؟
يجب دعم الكوادر الكويتية، وما تطرقت لهذا النقد إلا للمصلحة العامة والعمل بما يرتقي بأهداف هذا البرنامج وتحسين أداء الخدمة ولإعطاء كل ذي حق حقه من التائبين، هذا رأيي الشخصي.