الكبتي من اكبر الاخطار الجديدة المدمرة والداخلية بقوة مع انها موجودة منذ زمن ولكنها الآن موجودة بمواصفات تفوق مادة الهيروين. ولم يأت تحليلي هذا الا بعد دراسة ومقابلات كثيرة مع حالات ادمان الكبتي وأرى انه اذا لم تتخذ اجراءات على درجة عالية من المكافحة للعمل على صدها بكل الطرق، فإن آثار تدميرها كما أسلفت ستكون اكبر من جميع الاعراض التي تواجه مدمن الهيروين كما انها تؤثر على خلايا المخ تدريجيا حتى يصل الى اتلافها بالكامل كما ان من يتعاطون هذه الاقراص بالآلاف وهم موجودون في مركز علاج الادمان والطب النفسي واعمارهم من 15 الى 50 سنة وهم من المتعاطين.
والكبتاغون (الكبتي) كما تسمى هي من الحبوب المنشطة ذهنيا انتشرت بشكل كبير بين المراهقين وفئة طلاب المدارس لان المشجع على تعاطي هذه الحبوب المدمرة هو أنها تعطي تركيزا اكثر في الدراسة يستمر ما يقارب يومين او ثلاثة ايام فيزين للمتعاطين انها تقوي الحالة الذهنية للطلبة وترفع من درجة التركيز، هي بالفعل منشط قوي ذهنيا لكنه يتعارض مع فطرة الانسان. كما نجد ان الاخوة في ادارة مكافحة المخدرات يضبطون كميات مهربة رهيبة بالاطنان.
من ناحية اخرى وضمن دراسة شملت 150 شخصا من متعاطي اقراص (الكبتاغون) وجد نحو 40% منهم اتجهوا الى تعاطي هذه الحبوب بسبب ما يشاع عن قدرتها على تحسين الاداء الجنسي والزيادة في عدد مرات الممارسة الجنسية ولكن التحليل والدراسات الطبية تقول انها تؤدي الى مضاعفات طبية وضعف في اتمام العلاقة الجنسية وللاسف طلبة من الجنسين في المعاهد والمدارس الثانوية والجامعات انتشر بينهم هذا المفهوم من أنها تساعد على التركيز الدراسي والذهني وتعطي نشاطا كبيرا فمنهم من يتأثر من هذا الباب الشيطاني ومن ثم يجد الطلبة انفسهم في دائرة الادمان والمشكلة انهم لا يعون خطورة هذه المادة على العقل وتدميره. كما يعاني متعاطو الكبتي من هلوسة سمعية وهلوسة بصرية وشكوك في اعز الاقارب والزوجة والابناء وتصاحبها اوهام مستمرة كما تتداخل تصرفاتهم بشكل لافت للنظر، كما تجدهم يضحكون بدون سبب او يحزنون بدون سبب، كما ان كثيرا من التصرفات الجنونية والسلوكيات الخاطئة تقود متعاطيها الى ارتكاب جرائم كما ان تأثيرها النفسي عليه يبدو واضحا، فقد تجده ينعزل لفترات طويلة ويتصرف بسلبية امام الجميع من غير ان يدرك ما يفعله، فهي بلا شك مدمرة بالكامل لمتعاطيها. والمشكلة ان هناك بعض المجتمعات لا تعتبرها من المحرمات ولا اثر لها على الجسم وقد تستعمل في الاعراس والمناسبات حتى تعطي طاقة مثلها مثل مادة «القات» حيث يعتبرونها عادة اجتماعية لا يوجد تحريم بتعاطيها ولا تؤثر على الصحة. وقد قابلت بحكم عملي في مجال معالجة المخدرات الكثير والكثير من الاسر التي تعاني من تصرفات وسلوك مدمن مادة الكبتاغون الذي يعيش بينهم، اضافة للتصرفات الجنونية التي لا يعيها مدمن الكبتاغون والذي قد يرتكب كبرى الجرائم، كما ان اقراص «الكبتاغون» الموجودة والتي تباع بين مدمني هذه الحبوب الشيطانية تختلف عن اقراص «الكبتاغون» والتي صنعت قبل مئات السنين وكانت لها مهمة صنعت من اجلها وكانت تحت اشراف طبي والمواد بمقادير طبية ومع هذا كان لها اثر سلبي على متعاطيها، اما عما يصنع حاليا من هذه الاقراص فإنه يختلف تماما من ناحية التصنيع والمصانع المعدة بتقنية عالية مصحوبة بدرجة عالية من التركيز بالمقادير والجودة والمختصين على عملها بالصورة العلمية الدقيقة وتحت رقابة الدول الاجنبية التي تصنع هذه المادة. اما عن المصانع او الدول المصنعة لمادة (الكبتاغون) فهي اجتهادات من اشخاص خارجين عن القانون ويصنعونها في اماكن لا تزيد مساحتها عن 12مترا مربعا والمصنعون لهذه الاقراص ليس لديهم حتى ابسط المعلومات عن تصنيع مادة «الكبتاغون» فكما يقال: يختلط الحابل بالنابل، ولا تعرف اي مقاييس علاجية، والاضرار السلبية التي تنتج عن هذه الاقراص، والمعروف عن هذه المادة انها سريعة في اتلاف خلايا المخ والتأثير النفسي الناتج عن تعاطيها. وحسب ما املك من معلومات، فإن اغلب الدول المجاورة تصنع اقراص الكبتاغون لذلك يجد الطبيب المعالج صعوبة من اسرة المدمن في التعامل معه علاوة على المدة الطويلة التي يحتاجها ذلك المريض الذي اراه اصعب من مادة الهيروين ومعاناته واسلوب حياته واصابته بانفصام الشخصية تارة ودخوله في الاوهام تارة اخرى بالاضافة الى الاضرار التي ذكرتها في البداية من هلوسة سمعية وبصرية وشكوك، وعدم اتزانه في اتخاذ قرار ولا يمكن الاعتماد عليه لأنه يعيش دوامة لا اول لها ولا آخر فمشكلة الكبتاغون تحتاج مواجهة من خلال المختصين ووضع حلول حتى لا تدمر متعاطيها وتدمر من حوله فهي مشكلة جديدة لتدمير الشباب وان كانت موجودة كما ذكرت ولكن ليس بالصورة التي نراها الآن ولا حتى الاضرار المصاحبة لها لانها في السابق تصنع ويراعى فيها الجانب السلبي ومن قبل مختصين بالتصنيع وعلى مستوى دول، وليس المصانع المنتشرة حاليا وبدون خبرة، فقط المهم العائد المادي.
وأحب ان ألفت نظر الجميع الى ان الكويت الآن مستهدفة لذا فنحن بحاجة الى فزعة على جميع المستويات الحكومية والشعبية وكل فرد على ارضنا الحبيبة الكويت حفظها الله واميرها وولي عهدها وشعبها وكل مقيم شريف من كل مكروه.