جاسم العبود
يقال للذي يضل الطريق او يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي ويبتعد عن الله عز وجل وعن كل ما هو حق انه في غفلة من امره والدنيا اخذته عن امر الله تعالى ويرى الدنيا بعينه وقلبه ولا يرى غيرها، ولذا ينصح الإخوة الدعاة ويحذرون من الغفلة وقسوة القلب والتعلق بالدنيا لأنها تقلب الحق باطلا والباطل حقا، ولكن ما اردت ان اقف عنده في هذا الموضوع الحساس فهو غفلة بعض الدعاة وتعلقهم بالدنيا وحب المنصب، بل والقتال من أجله والسباق على الكرسي والبحث عن الوجاهة والظهور الاعلامي والمكاسب الدنيوية للأسف الشديد ومن خلالها تكون العداوات والتلاسن والمشادات التي لا تخدم العمل الدعوي، ولا تمت له بصلة منصرفين عن الهدف السامي الذي من اجله يجب ان يعملوا، وهو ابتغاء مرضاة الله عز وجل، ولا شك ان زحفهم للوصول الى الكرسي بأي ثمن يضيع الأجر، خاصة إذا كانوا متناسين ان الله تعالى يراهم والناس كذلك يعلمون بحقيقتهم السيئة والطامعة، والخوف من ان يتأثر حديثو التوبة الذين لا يملكون من العلم الشرعي شيئا، بتصرفات هؤلاء الدعاة الضالين وبكل ما يقومون به ظنا منهم أن هذه الأعمال هي التي امر الله تعالى بها وهي الحق وكلما زاد هؤلاء الدعاة ضلالا وغفلة زاد حديثو التوبة ضلالا وتمسكا بالدنيا وغفلة.
أما الجانب الآخر من الغفلة والمنتشر هذه الأيام في بعض الأئمة والمؤذنين فهو غيابهم الواضح والملحوظ عن بعض الفروض، فقد تجد بعضهم لا يصلون الفروض الخمسة في المسجد وقد يغيبون اياما عن المسجد واذا سألت عن عدم تواجدهم تعلم أنهم مع الاهل في البر والشاليهات غفر الله لنا ولهم، وهؤلاء الأئمة والمؤذنون هم قدوة المصلين وكما ذكرت أن حديثي التوبة قد يتأثرون بتلك التصرفات والأفعال التي لا تترك لهم مصداقية وتؤثر على الهدف السامي وهو الدعوة الى الله تعالى واحتساب الأجر، اسأل الله العلي القدير ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه ولا يجعلنا في غفلة عن ذكره.