جاسم العبود
ذاقت الكويت الحبيبة مرارة الاحتلال الغاشم الهمجي والبربري الذي لم يكن متوقعا من أقرب المقربين بالدين والجوار والنسب ومازلنا نعاني من تبعات ذلك الاحتلال، ولكن الحمدلله لرجوع الحق لأصحابه ونشكره تعالى على نعمة التحرير، أما عن الغزو القادم، والقادم بقوة والذي لم يتوقع من قبل المسؤولين فهو غزو المخدرات والذي يحمل أسلحة فتاكة ومدعومة من جيوش كبيرة لها أساليبها وامكانياتها العالية بنشرها بطرق عديدة الى مجتمعنا وما يزيد من انتشار ودخول المخدرات الى الكويت موقعها الاستراتيجي بين بعض الدول المنتجة للمخدرات، وقد تؤخذ الكويت كمحطة ترانزيت للمخدرات تمهيدا لترحيلها الى بعض الدول المجاورة وبيعها كما ان البر يساعد كثيرا في دخولها بكميات كبيرة ولا نقلل من دخول المخدرات عن طريق البحر والجو مع ان جهود الاخوة بوزارة الداخلية كبيرة ويشكرون عليها، ولكنها لا تكفي وحدها لردع هذه المافيا المتخصصة في الجريمة المنظمة من خلال الإمكانيات العالية المتوافرة لديها وادخال المخدرات الى اي دولة في العالم ولهذا ينبغي علينا استشعار ذلك الغزو واعطاء هذا الموضوع الحساس حقه من الردع وتسهيل وتسخير جميع الإمكانيات سواء المادية أو البشرية للتصدي لهذه الآفة بالشكل المطلوب من خلال المؤسسات الحكومية والإعلام، وكذلك جمعيات النفع العام لأن هذه الآفة بحاجة الى إعلام ووعي مستمرين، وتكثيف هذه الحملات في المجتمع من خلال القنوات المتخصصة لانه قد يأتي يوم لا نستطيع مواجهتها وصدها بالشكل المطلوب ومن ثم «يطيح الفأس بالرأس» فالحكومة مسؤولة عن الوقاية والتصدي لهذا الغزو بما تملكه من امكانيات يساندها كل من على هذه الأرض الطيبة، ومن المعروف انه لا توجد جمعيات متخصصة مدعومة من الحكومة سواء اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وهي تعتبر حكومية ومدعومة وجمعية بشائر الخير ولكنها غير مدعومة ماديا كما ان لجمعية بشائر الخير نجاحات كبيرة في التصدي ومعالجة فئة مدمني المخدرات بالنظرية الإيمانية من خلال جــــهود القائمين عليها والداعمين لـــــــها، جزاهم الله خير الجزاء، وهذه النجاحـــــات لجمعية بشائر الخير فضل من الله تعالى ومن ثم الجهود المبذولة ودعم الخيرين ماديا لها وما يحز في النفس ان كثيرا من الدول العربية والخليجية أخذت هذه النظرية الإيمانية من جمعية بشائر الخير وعملت بها ولاقت نجاحات كبيرة في التعامل مع فئة المدمنين ولا ينكر احد ان الإنسان اذا ابتعد عن الله تعالى لا يعرف حقا من باطل فمتى رجع الى الله تعالى وتوفر له الجو الإيماني والصحبة الصالحة والتي افتقدها المدمن سنوات طويلة من خلال تعاطيه المخدرات فإنه يرجع مواطنا صالحا ومن ثم تستقر احواله بعد ما تكون توبته خالصة لله تعالى، كل هذه الجهود لهذا المشروع الإيماني الناجح من قبل القائمين والداعمين له، لا يجد دعما حكوميا مع انه ينفع جميع شرائح المجتمع، وكذلك الدولة من خلال رجوع مدمن المخدرات انسانا تائبا له دور في المجتمع ورعاية واحتواء الشباب من الانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري، وكذلك إعدام قدرات الشباب الذي يعتبر المستقبل المشرف لكل بلد وثروته الحقيقية والحمدلله نحن على ثقة بأن الحكومة لا تبخل في دعم مثل هذه الجهود والتوجيهات التي تخدم الجميع وتتصدى لهذا الغزو القـــــــادم كما ان صاحب السمو ونــــائبـــــه لا يترددان، حـــــفظهما الــــله ورعاهما، في تسخير وتسهيل جميع الإمكانيات سواء المادية او المعنوية لجمعية بشائر الخير وغيرها من جمعيات النفع العام حتى تحافظ على بلدنا الكويت الحبيب وشعبه الطيب من غزو المخدرات الخطر الداهم.
أسـأل الله العلي القديـر أن يحمي الكويت
وشعبها والمسلمين من كل مكروه