جاسم العبود
اذا اردت ان اتحدث عن قسم الرعاية اللاحقة بادارة السجن المركزي التابع لوزارة الداخلية والدور الكبير الذي يقوم به عبر متابعة للاخوة التائبين، الخارجين من السجن بعد التحاقهم ببرنامج التائبين، اقول بلا شك انه دور كبير يشكر عليه، اما عن الدور الآخر الذي اردت ان اتحدث عنه فهو دور التائب الذي يجتاز البرنامج التأهيلي الخاص بالتائبين ويلتحق بعد خروجه بقسم الرعاية اللاحقة لمتابعة ما تبقى من حكمه، وقد يجد في هذه المتابعة ثقلا على نفسه لبعض الاجراءات التي تخصه في انجاز معاملاته، وكذلك الحضور للتحليل المستمر للتأكد من خلو جسمه من التعاطي والاهم من هذا عند التائب هو عند الاستعلام عنه بأجهزة الكمبيوتر اثناء التفتيش الامني يوجد اسمه ضمن المطلوبين امنيا، وهذا ما اعتبره طامة كبرى بالنسبة للتائب، وبعد ان يتم الاتصال بالاخوة العاملين في جهاز تنفيذ الاحكام والاخوة في قسم الرعاية اللاحقة يتضح انه من ضمن المفرج عنهم ببرنامج التائبين ويخلى سبيله.
هذا وقد يحجز التائب اذا حدث هذا يوم خميس ثلاثة ايام لحين مباشرة الدوام الرسمي يوم الاحد للتأكد من أنه غير مطلوب لدى قسم الرعاية اللاحقة، وقد يتعرض التائب لايقافه في الشارع وتكون معه اسرته واخضاعه للمساءلة، ومن ثم انزاله من السيارة امام ابنائه وزوجته والزج به في سيارة الشرطة، والذهاب به الى النظارة واحتجازه 3 ايام لحين الاستعلام عنه وبعدها يخلى سبيله، وبلا شك يسبب هذا احباطا كبيرا له ولاسرته، لا اعلم هل هذا الموضوع الحساس غائب عن ذهن الاخوة المسؤولين مع ان هذه المشكلة تتكرر باستمرار ويعاني منها الاخوة التائبون؟!
اعلم ان الاخوة المسؤولين حريصون كل الحرص على مصلحة التائبين واوضاعهم، ولكن تبقى هناك مشكلة اخرى كبيرة يعاني منها التائب، اود ان اتطرق اليها وهي ان الاخ التائب قد تواجهه امور كثيرة سواء اثناء المحكومية او في الحياة العامة، واود ان اقف عند الاخوة في قسم الرعاية اللاحقة ودورهم في المتابعة وحرصهم الشديد على التزام التائب وعدم تعاطيه المخدرات مرة اخرى والحرص على الا يتغيب عن الموعد الذي يحدد له وكذلك متابعته من قبل اسرته، فهذا بلا شك دور الاب والاخ والاسرة والمحب الذي يريد للتائب كل الخير ويتمنى له حياة بعيدة كل البعد عن المخدرات واصحابها، والرجوع انسانا تائبا الى الله تعالى مما كان عليه من خطر لنفسه واسرته، ويصبح عضوا صالحا فعالا في المجتمع.
اخي التائب لا تنظر الى الاخوة في قسم الرعاية اللاحقة والدور الذي يقومون به على انه يقيد حريتك وصلاحيتك وتقول لنفسك اني مازلت سجينا ودائما انا مدين لهم وانهم يضيقون علي كل الامور التي تخصني، هذا الشعور غير صحيح والرسالة التي تبعثها لنفسك سلبية ومتشائمة وليست واقعية لانك اذا وقفت اخي التائب وقفة عقلانية منطقية لوجدت ان جميع الاخوة يعملون لمصلحة التائب ولرجوعه انسانا صالحا في المجتمع، ولو كان الدور الذي يقومون به من متابعة للتائب منذ فترة طويلة لساعد في صلاح كثير ممن هم في دور التعاطي وانها والله لمتابعة المحبة في الله اما عن الاجراءات القانونية فاصبر اخي التائب واعلم ان هذه الصعوبة في الاجراءات لن تطول مادمت انسانا تائبا لله تعالى، واستشعر الاجر وحلاوته مما تواجهه (إن مع العسر يسرا)، وما بعد الضيق الا الفرج، ودائما اخي التائب كن متفائلا وعش الحياة كما هي ولا تعقد امورك بنفسك واجعل هذا الاهتمام من الاخوة بقسم الرعاية اللاحقة خيرا لك، وبدلا من أن تكون متعاطيا لا يملك هذا الاهتمام ويود في قرارة نفسه ان يُهتم به ويُسأل عنه ليشعر بأنه ليس منبوذا من المجتمع، واتمنى من الاخوة في قسم الرعاية اللاحقة سعة الصدر وطول البال مع ابنائهم واخوانهم التائبين وحسن المعاملة التي ليست بغريبة عليهم لانهم بالتالي اخواننا في الله، اسأل الله العلي القدير ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى.