إذا أراد الإنسان ان يخطو خطوة فعليه أن يفكر فيها ويدرسها جيدا، ويسأل من حوله من المخلصين حتى يتجه الاتجاه الصحيح الى الهدف المرجو، وقد تكون الاستشارة للشراكة في عمل أو زواج أو حتى في شراء سيارة وهذا حق مشروع، ولكن في التكاليف الشرعية التي أمرنا بها الله تعالى فما علينا الا ان نقول سمعنا وأطعنا ولا يحق لنا ان نستشير أحدا أو ان نعطي أنفسنا الحق في الرفض أو القبول لأنه أمر من الله عز وجل، فما علينا إلا الامتثال لأوامره، اما ما يحدث في هذه الأيام من بعض اخواتنا مرتديات الحجاب من تلوين وخداع وخلط وتزييف في الحقائق التي أمر بها رب العزة، حيث تجد بعضهن يتفنن من أجل فتنة الشباب من خلال الحجاب الشيطاني الذي يثير جمال المكياج والمساحيق الباهرة والعطورات الجذابة والحجاب المطرز بجميع ألوانه الفتانة والعباءة المخصرة التي تبرز ملامح الجسد وكأن الأمر في سباق عرض الفتن والملابس الضيقة والمساحيق التي تبرق من خلف المسمى بالحجاب، والغريب واللافت للأنظار ان نجد ولي إحدى هؤلاء ان كان أبا أو أخا أو زوجا يصحبها في الأماكن العامة ولسان حاله يقول: الزود عندي وكأن الغيرة ماتت وحل محلها التباهي والاعجاب بجمال المحارم، اسأل الله العافية ومن المحزن ان نجد المرأة للأسف رخص عندها جسدها وعفتها التي هي أغلى ما تمتلكه، وتفرط في احتشامها وحيائها وخجلها ولبسها المحترم وقيمتها ولسان حالها يقول: أنا أجمل امرأة وكل هذا على حساب ماذا؟ نترك الجواب للمرأة الجوهرة التي لا تفضل ان تتلطخ بالوحل وتتزين بالتراب، يا أختي: احذري يوم تشهد علينا جوارحنا يوم لا ينفع المكياج الصارخ ولا الجسد الرخيص ولا الفتن بألوانها.
كما أقول لأخي ولي الأمر الذي يتباهى بجمال محارمه قول الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
في حقيقة الأمر الموقف صعب ولا يحتمل التفكير ولا التضييع ولا التفريط، لا يحتمل إلا التوبة إلى الله تعالى لأنه يوم تكون الإجابة واضحة هل نقول نسيناك وغفلنا عنك وبكل ما أمرتنا، اسأل الله السلامة.
اما عن التصرفات من بعض المحجبات العارضات للفتن التي ينظر اليها الشباب نظرة دونية وعدم احترام وان كان يجاملها ويستلطفها ليأخذ حاجته منها، فأقول لهذه المحجبة اتقي الله في نفسك وأعلني التوبة الى الله تعالى حتى لا يأتي يوم لا ينفع فيه ندم ومن كرم الله عز وجل لعباده انه ينزل في الثلث الأخير من الليل ويقول: هل من تائب فأتوب عليه هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له كما ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.